انتقدت الشؤون الوقائية في مديرية مكافحة المخدرات في السعودية ضعف دور الجمعيات الخيرية، والمساجد، إضافة إلى دور رجال الأعمال في مشاركة المديرية التي تكافح المخدرات من خلال تقديم دور وقائي فعال، بينما وصف مسؤول الوقاية في «مكافحة المخدرات» دور خطباء المساجد ورجال الأعمال ب «الضعيف»، مطالباً ببذل جهود توعوية ووقائية فعالة لا تقتصر على المعارض والمحاضرات، في ظل الحرب المفتوحة التي تقودها السعودية على مهربي ومروجي المخدرات. وأوضح مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله الشريف ل «الحياة» أن أبرز الملاحظات التي تواجهها مكافحة المخدرات تتمثل في عدم مشاركة الجهات غير الأمنية في الجوانب الوقائية والتأهيلية، معتبراً أن المشاركة الوقائية لا تقتصر على المعارض والمحاضرات فقط من دون المشاركة الفعالة في محاربة داء المخدرات الذي يؤرق المجتمعات ويفككها. وبين الشريف أن الجهات المقصرة تتمثل في المؤسسات التعليمية، وأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي يتوجب عليها التخطيط والعمل في الطرق الوقائية كافة من هذا الداء، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني التي تعتبر مقصرة في دورها، منتقداً غياب رجال الأعمال إذ إن «رجال الأعمال لا نرى منهم تحركاً واضحاً في مكافحة المخدرات التي تواجهها الأجهزة الأمنية ضد مهربي المخدرات». وطالب الشريف بتحرك فوري لمؤسسات المجتمع المدني من جمعيات خيرية، رجال الأعمال، والقطاع الخاص، إضافة إلى دور المساجد والمنابر التي وصف دورها ب «الضعيف» حيال الدور الوقائي والتأهيلي، مشدداً على ضرورة مساندة الأجهزة الأمنية من حرس للحدود، الجمارك، ومستشفيات الأمل المختصة في علاج المدمنين، وإيجاد دور قوي في التوعية والوقاية. وقال إنه تم القبض أخيراً، على نحو 41 ألف مهرب للمخدرات من سعوديين وجنسيات أخرى بحسب إحصاء وزارة الداخلية، مضيفاً «وبحسب وزارة الداخلية فإن القيمة السوقية للكميات المضبوطة بلغت نحو سبعة بلايين ريال سعودي، وهذا لاستهداف الشباب واستهداف الأمن والعقيدة». وأكد ضبط أكثر من 55 مليون حبة من مادة الكبتاغون المخدرة خلال العام الماضي فقط، إضافة إلى ضبط مليونين من الأقراص المخدرة الأخرى من الترامدول، الزانكس، والعقاقير الطبية الأخرى المخدرة، لافتاً إلى وجود زيادة في كمية المخدرات والحشيش التي بلغ إجمالي مضبوطاتها حوالى 43 ألف طن من الحشيش المخدر، إضافة إلى ضبط 55 ألف غرام من الهيروين الخام، إذ يتم استغلال الوسائل المتنوعة في تهريب المخدرات. وأشار إلى كبر حجم الاستهداف الذي تواجهه البلاد في تهريب المخدرات، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود بجانب العمل الأمني والجهود الأخرى كالوقائية، إذ يوجد عصابات وتجار، إضافة إلى منظمات إجرامية تدير عمليات التهريب «ولا يمكن أن يكون أفراد من يدير هذا الخطر الذي يحدق بنا».