فيما تكثف وزارة الداخلية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، استعداداتهما لانعقاد «الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات» في الرياض نهاية الشهر الجاري، كشف تقرير حديث أن عدد قضايا المخدرات المسجلة في السعودية، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بلغت 88877 قضية، فيما تم ضبط 110441 متهماً، ووصلت كمية حبوب الكبتاغون المضبوطة نحو 648 مليون حبة، في الأعوام ذاتها. وعلى رغم الجهود التي «تبذل في مجال مكافحة المخدرات والوقاية منها في المملكة، لا سيما ما يتم من جهود أمنية ووقائية وعلاجية وتأهيلية، إلا أن المتابع يلحظ انتشار تعاطي المخدرات، والتعاطي له أشكال كثيرة، منها الثقافي ومنها الفعلي في المجتمع»، طبقاً لتقرير أصدرته المديرية العامة لمكافحة المخدرات تزامناً مع الندوة، حصلت عليه «الحياة»، وعُزي ذلك إلى «كون المملكة إحدى الدول المستهدفة في عقيدتها وثرواتها»، لافتاً إلى أن «ما يؤكد استهداف المملكة من مهربي ومروجي المخدرات إحباط الأجهزة الأمنية أخيراً لعدد من محاولات تهريب وترويج المخدرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، اذ انه في العام 1430ه بلغ عدد القضايا 30768 قضية، والمتهمين 37828 متهماً، وكمية ضبط حبوب الكبتاغون نحو 622 مليون حبة، والحشيش 17250 طناً، والهيروين 60 ألف كلغم، والقات 775 طناً». أما في العام 1429ه، فكان عدد القضايا 27110 قضايا، والمتهمين 35099 متهماً، وكمية ضبط الكبتاغون بلغت أكثر من 521 مليون حبة، والحشيش 15438 طناً، والهيروين 56 ألف كلغم، والقات 939 طناً، فيما أشارت إحصاءات العام 1428ه، إلى أن عدد القضايا بلغ 30999 قضية، والمتهمين 37514 متهماً، وكمية ضبط الكبتاغون نحو 642 مليون حبة، والحشيش 15125 طناً، والهيروين 40 ألف كلغم، والقات 540 طناً. وتشهد اللجان الأمنية والإعلامية والإدارية والعملية لدى الجهتين المنظمتين للحدث (وزارة الداخلية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات) تكثيفاً في الاستعدادات هذه الأيام لانعقاد الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، في الرياض، تحت رعاية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، خلال الفترة من 27 إلى 29 نيسان (أبريل) 2010، إذ أكد القائمون عليها أن انعقادها جاء «استشعاراً من المملكة لمخاطر تهريب وتعاطي المخدرات، وسعياً للإسهام في الجهود الدولية والإقليمية الهادفة لتبادل المعلومات حول المخدرات»، كما أشار المنظمون إلى «قيام المملكة بحملة إعلامية إعلانية توعوية عن مخاطر المخدرات يستخدم فيها العديد من أنماط الاتصال ووسائله، تستمر لمدة ثلاثة أشهر». ويحضر الندوة 23 دولة عربية وصديقة، (دول الخليج العربي، وسورية، ومصر، والعراق، ولبنان، والأردن، والسودان، وباكستان، وتركيا، وإيران، وأميركا، وكندا، ورومانيا)، اذ «يعد التجمع الأكبر من نوعه في مستوى المنطقة»، خصوصاً في ظل حضور 18 خبيراً دولياً من دول مختلفة، منها فرنسا، وأميركا، وبلجيكا، واستراليا، وبريطانيا، وفيينا، كما سيحضرها «مسؤولون رفيعو المستوى في جهاز ال(إف بي آي) في أميركا، إضافة إلى نائب الرئيس التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة». وتهدف الندوة، بحسب المنظمين، إلى «إبراز دور المملكة الإيجابي في مجال مكافحة المخدرات، والاطلاع على الاستراتيجيات التطبيقية العالمية في مجال تعاطي ومكافحة المخدرات، وتوفير البيئة المحفزة للمشاركين لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال مكافحة المخدرات، وتعزيز أطر التعاون بين الدول المشاركة في تفعيل الاتفاقات الدولية، والعمل على تحسين مستوى الأداء في تنفيذ الاتفاقات الثنائية بين الدول المشاركة في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات».