بعد الأسئلة التي طُرحت حول مصير خط أنابيب الغاز «نابوكو»، قرر التكتل التجاري المعروف باسم «شاه دنيز 2» تغيير مخططاته لمد أوروبا بالغاز، واستبدال خط «نابوكو» بخط «تاب» الذي يقطع البحر الأدرياتيكي. وستضطلع اليونان بدور طليعي في هذا الخط الجديد، لأنها ستكون المحطة الأوروبية الأولى التي تستقبل الغاز المتدفق إلى أوروبا. وتهيمن على حقل «شاه دنيز 2» للغاز شركتان رئيستان، هما «بي بي» البريطانية و «سوكار» الأذرية، ما يعني أن شركة «أو أم في» النمسوية المروّجة الرئيسة لخط أنابيب «نابوكو»، تكبدت هزيمة ربما تكون لها تداعيات مالية عليها وعلى حاملي أسهمها. ولفت الخبراء السويسريون، إلى أن شركة «بي بي» المصنفة الأفضل أوروبياً في اختيار مشاريع الطاقة التوسعية ذات المردود العالي، انتزعت انتصاراً آخر من منافساتها مثل «أو أم في» النمسوية. يُذكر أن الشركات الحليفة ل «بي بي» لاستخراج الغاز الأذري ونقله إلى أوروبا، هي «شتات أويل» و«توتال» و«لوك أويل» و«سوكار» و«نيوك» الإيرانية و«تباو» التركية. ولا شك في أن وصول الغاز الأذري إلى أوروبا (ومن ضمنها سويسرا)، سيصطدم بالمصالح الروسية في أوروبا. ولا تزال روسيا حتى الآن تتحكم بالأسعار في أسواق الغاز الأوروبية، التي كانت تتقلّب نتيجة خلافات روسية - أوكرانية داخلية. فيما سيؤدي دخول خط الأنابيب «تاب» إلى الأسواق الأوروبية إلى تغيير آلية التعامل الأوروبية - الروسية جذرياً. ويرى مشغلو الطاقة الأوروبيون، أن مشروعي «نابوكو» و «تاب» وُضعا على ميزان دقيق لرصد الفائز منهما لنقل الغاز إلى أوروبا. ويمتد خط الأنابيب «نابوكو» من الحدود الغربية لتركيا إلى النمسا مروراً ببلغاريا ورومانيا وهنغاريا، في حين يعبر خط «تاب» الأقصر ب 500 كيلومتر مقارنة ب «نابوكو»، اليونان وتركيا وألمانيا مروراً بقاع البحر الأدرياتيكي وصولاً إلى إيطاليا. ويبدو أن اختيار «تاب» يعود إلى أسباب كثيرة، وكان لشركات «أكسبو» و «شتات أويل» و «ايون» الألمانية ثقل في إبرازها مع الحلول إلى السطح. واعتبر المحللون السويسريون، أن عامل التكاليف كان حاسماً في اختيار خط أنابيب «تاب» بدلاً من «نابوكو»، فضلاً عن أسباب تجارية قصيرة الأمد، لأن الشركات المديرة ل «تاب» تنوي استرجاع استثماراتها في أقرب وقت، وسيبدأ ضخ الغاز إلى أوروبا اعتباراً من عام 2018، استناداً إلى قرار اتخذته شركات «شتات أويل» النروجية و «سوكار» الأذرية و «بي بي» البريطانية. وستستفيد سويسرا من خط «تاب» بخفض اعتمادها على دول مثل الجزائر لتغطية حاجاتها الطاقوية. ولن تكون الاستثمارات السويسرية مباشرة، بل ستخصص لنقل الغاز من إيطاليا المجاورة لها، إلى بعض المدن خصوصاً في جنوب سويسرا وشرقها.