في مثل هذا اليوم من العام 2013 انطلق المسبار الهندي "مانجليان" في رحلته إلى المريخ معلناً دخول الهند عصر الفضاء رسمياً. ومن المحاولة الأولى، أصبحت الهند الدولة الرابعة في العالم التي تحقق مثل هذا الانجاز العلمي، وبأقل كلفة. أقلع "مانجاليان" من آسرو في موقع الإطلاق في سريهاريكوتا باستخدام صاروخ مركبة إطلاق الأقمار الصناعية القطبية (بي إس إل في) في رحلة طويلة إلى الكوكب الأحمر. وبعد إطلاقه، دار المسبار في مدارات متسعة تدريجياً حول الأرض للوصول إلى السرعة المناسبة للقيام برحلته إلى المريخ، والتي استغرقت ما يقرب من 300 يوم. وتخطت الهند منافسيها في ميدان الكلفة، إذ إن المسبار تكلف فقط حوالى 73 مليون دولار، وكان بذلك أقل كلفة من إنتاج فيلم "غرافيتي" مثلاً (100 مليون دولار)، ولم يتعد جزءاً صغيراً جداً من ميزانية المسبار "مافن" التابع لوكالة "ناسا" الفضائية الاميركية (671 مليون دولار). وفي أول كانون الأول (ديسمبر) 2013 أنهى المسبار دورانه حول الأرض وبدأ رحلته إلى المريخ، وفي 24 أيلول (سبتمبر) 2014، أعلنت منظمة أبحاث الفضاء الهندية اكتمال رحلته إلى المريخ بنجاح، بعد مناورة لتقليص السرعة سمحت للمسبار بالتقاط جاذبية المريخ. وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن "بلاده حققت المستحيل"، وأضاف: "من أصل 51 مهمة للذهاب الى المريخ، نجحت 21 دولة في الوصول اليه". وأرسلت الصين، المنافس المتحمس، مسباراً إلى المريخ على متن سفينة فضاء روسية فشلت في مغادرة مدار الأرض في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، وتحطمت المركبة في المجال الجوي للأرض وسقط حطامها في المحيط الهادىء، وتدرس الآن إمكان إرسال مركبة مأهولة إلى القمر في وقت ما بعد العام 2020. ونجحت الولاياتالمتحدة وروسيا في إرسال مركبات الى المريخ، إلا أن هذه هي المحاولة الأولى للهند وتكللت بالنجاح. ويرسخ هذا النجاح سمعة الهند التكنولوجية والصناعية وهي التي تنتج السيارة الأقل كلفة في العالم وتفرض نفسها رائدة في مجال الابتكارات المنخفضة الكلفة. ورحب المسبار "كيوريستي" (ناسا) في تغريدة عبر موقع تويتر بزميله الجديد "مانجاليان". وكتب كيوريستي في تغريدته "ناماستي آت مارس أوربيتر" أو (أهلا بمركبة المريخ) مستخدماً التحية الهندية "ناماستي"، كما هنأ الهند على نجاح مهمتها الفضائية. وكان "كيوريستي" الذي أطلقته "ناسا" وصل في آذار (مارس) 2012 إلى المريخ لكنه لم يرصد وجود غاز الميثان الذي غالباً ما يشكل وجوده مؤشراً إلى وجود نشاط بيولوجي، على ما أظهرت دراسة نشرت في أيلول (سبتمبر) 2013.