امتلأ طريق الحجاز الرئيسي في حي مصر الجديدة، عن آخره بسيارات الراغبين في العودة إلى منازلهم قبل بدء ساعات الحظر، ورغم فوضاوية المشهد، غير أنك لا تلحظ ضيقاً لدى قائدي السيارات أو ركابها، بل على العكس فعند المرور إلى جوار دوريات ومدرعات الجيش التي تبدأ في أخذ أماكنها لتطبيق الحظر، تلحظ ترحيبا بالجنود وتلويح بعلامات النصر، فيما عاش المصريون أمس، الذي أطلقت عليه جماعة الإخوان المسلمين «جمعة الحسم» يوما بلا منغصات، فالشوارع هادئة كعادتها في أيام العطلات الرسمية، فيما آثر المصريون الابتعاد عن أماكن مسيرات الإخوان في القاهرة. ويقول مصطفى عامر وهو محامي حر: «تعايشنا مع ساعات الحظر وتظاهرات الاخوان.. ورغم الضيق من الذهاب إلى المنزل في ساعات متقدمة من الليل غير أننا تقبلنا الامر حتى يتم فرض الامن في الشارع. وكان عامر يجاهد للهروب بسيارته من الاختناق المروري، ويوضح «يفرض عليَّ عملي الذهاب إلى مكتب المحامي في المساء غير أننى بكرت مواعيد لقاء الموكلين، لتتلائم مع ساعات الحظر، علينا أن نتعاون مع السلطات»، ويشير إلى أن زوجته أيضا تذهب إلى شراء حاجات المنزل في ساعات النهار حتى تتجنب التكدس المروري قبل ساعات الحظر. أما صلاح عبد الحميد وهو رجل مسن يعمل سائق تاكسي لا يملكة لتدبير نفقات منزله، فهو الآخر اتفق مع مالك التاكسي على تبكير فترات الدوام المخصصة له حتى يتجنب العمل في أوقات الحظر ويوضح «اعتدت في السابق أن أعمل في أوقات الليل.. حيث يعود الهدوء إلى الشوارع ويخف الزحام، لكن مع فرض السلطات حظر التجول، أثرت تبكير فترات العمل». ويلحظ المتجول في الشارع مع اقتراب الساعة عند التاسعة مساءً، حيث يبدأ حظر التجول، أن غالبية المحال التجارية والمطاعم أغلقت أبوابها، وأطفأت الشوارع أنوراها، في أجواء نادراً ما يتأقلم معها المصريين المعتادين على السهر حتى الفجر. ومنذ اندلاع الاحتجاجات التي أسقطت حكم الرئيس السابق حسني مبارك فرض على مصر حظر التجول مرتين، لم يلتزم بهما المصريون بشكل كبير، بل على العكس، اصر سكان مدن القناة الثلاث على كسر حظر التجول الذي فرضه عليهم الرئيس المعزول محمد مرسي في اعقاب احتجاجات اندلعت نهاية العام الماضي، وهو ما اختلف بشكل كبير هذه المرة اظهر المصريون انسجاماً وتعايشاً مع الموقف. وتفكر الحكومة المصرية في تقليص ساعات الحظر لتبدأ عند الساعة 11 مساءً، وسيعزز هدوء الشارع أمس هذا الاتجاه. وقالت الحكومة المصرية في بيان لها أمس «إن الحكومة والقوات المسلحة والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعاً يداً واحدة فى مواجهة أي مخططات تستهدف وحدة وأمن البلاد». وأكد البيان أنه «سيتم التصدي للعناصر الإرهابية والخارجة عن القانون التي تريد العبث بأمن الوطن»، مشدداً على «أن الحكومة لا تقبل بأي حال أية اعتداءات تعمل على ترويع الآمنين، مشددا على أن مصر دولة ذات سيادة تحترم القانون الذي يسرى على الجميع».