أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس قراراً يقضي بإخلاء عائلة شماسنة المقدسية من منزلها في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح في القدسالمحتلة، وأمهلتها عاماً ونصف العام للقيام بالإخلاء. وقال محمد شماسنة، أحد أفراد العائلة، إن قرار المحكمة صدر بعد معارك قانونية استمرت سنوات، مضيفاً ان العائلة خاضت معركة طويلة من أجل حماية منزلها الذي تعيش فيه منذ عام 1964، اي قبل احتلال المدينة، علماً ان مساحة المنزل تبلغ 65 متراً مربعاً، ويقطنه 10 أفراد. وقال شماسنة إن المحكمة العليا الإسرائيلية عقدت جلسة في 20 أيار (مايو) الماضي للنظر في قضية إخلاء العائلة من المنزل، وطلب القضاة حينها درس الملف للرد على ادعاء الطرفين، محامي العائلة ومحامي المستوطنين. وأضاف ان المحكمة قبلت إدعاء «حارس أملاك الغائبين»، وهي مؤسسة حكومية اسرائيلية، بأن المنزل يعود الى عائلة يهودية سكنته قبل عام 1948، وأن هذه العائلة اضطرت لإخلائه في ذلك العام، لكنها تطالب اليوم باسترجاعه. وتقوم هيئة ما يسمى «حارس أملاك الغائبين» في القدس بحملة واسعة للاستيلاء على أكبر عدد ممكن من البيوت والأراضي والعقارات في القدس واحالتها على المستوطنين. وتمكنت هذه الهيئة في السنوات الماضية من السيطرة على عشرات البيوت والممتلكات في القدس القديمة وفي احياء الشيخ جراح وراس العمود وجبل الزيتون وسلوان وغيرها، وأقامت فيها بؤراً استيطانية واحياء للمستوطنين. وسيطر المستوطنون عبر هذه الوسيلة على أجزاء من بيوت في هذه الأحياء، واستخدموها منطلقاً لاعتداءات يومية على سكان تلك البيوت والأحياء. ومن البيوت التي تعرضت أجزاء منها الى المصادرة ويعيش فيها مستوطنون، بيوت عائلات الكرد والغاوي وغيرها. وقال شماسنة: «قرار المحكمة الاسرائيلية كان صدمة كبيرة لنا، ونحن لا نعرف ماذا نفعل، فلا بيت لنا غير هذا البيت الذي نعيش فيه منذ ما قبل الاحتلال، لكنهم اليوم يريدون تجريدنا منه». ويعاني أهالي مدينة القدسالمحتلة من نقص حاد في البيوت نتيجة القيود التي تفرضها السلطات الاسرائيلية على البناء الفلسطيني في المدينة. واضطر أحد سكان بلدة سلوان في القدس الاسبوع الماضي الى اللجوء الى كهف في البلدة للعيش فيه بعد أن هدمت السلطات الاسرائيلية منزله الاسبوع الماضي بحجة اقامته من دون ترخيص.