في تأكيد جديد لحرص النظام الصيني على ربط نموه الاقتصادي الهائل، الذي أمن لها احتياطاً من العملات الأجنبية يُقدر بأكثر من 3.44 تريليون دولار، بإنجازات عسكرية وعلمية تعكس طموحاته الكبيرة في إظهار قوته الجديدة، تمضي بكين قدماً في برنامجها لإرسال أول مسبار فضائي لها يحمل اسم «تشانغ 3» للهبوط على سطح القمر في نهاية السنة الجارية، ما يمثل أحد خطوات «غزوها الفضاء»، وصولاً إلى تشييد محطة فضاء بحلول 2020. واستهلت الصين برنامجها الفضائي الطموح عام 2007 بإطلاقها أول مسبار للدوران حول القمر التقط صوراً لسطحه، وحلل توزيع العناصر. ثم أنجزت في حزيران (يونيو) الماضي، مهمتها الأطول في الفضاء، حيث أمضى ثلاثة من روادها 15 يوماً في مسبار قادوه إلى الالتحام بمختبر فضائي تجريبي. ووصفت الصين هذه المهمة بأنها «فوز مرحلي مهم» في طريقها لبناء محطة فضائية دائمة بحلول عام 2020. ويدير جيش التحرير الشعبي البرنامج الفضائي لبكين التي رصدت بلايين الدولارات لتحقيق حلم أن تصبح ثالث دولة في العالم ترسل أشخاصاً إلى القمر الذي لم يطأه أي إنسان منذ عام 1972. ويسعى الجيش الصيني إلى إنجاز علمي جديد يوازي إنجازاته العسكرية الأخيرة، وأهمها إدخال الصين عصر حاملات الطائرات الذي تحقق العام الماضي عبر نموذج «لياونينغ». ونقلت وكالة «شينجوا» عن بيان للحكومة قوله إن «المسبار تشانغ 3 دخل رسمياً مرحلة تنفيذ الإطلاق، بعدما مرّ بفترة البحوث والإنشاء»، مضيفاً أن «المهمة ستشمل استخدام تقنية لجم السرعة على جرم سماوي للمرة الأولى»، علماً أن علماء صينيون تحدثوا عن احتمال إرسال رجل إلى القمر بعد عام 2020. وفي الميثولوجيا الصينية، «تشانغ» هو اسم امرأة تقيم دائماً في القمر. وسبق أن أطلقت الصين هذا الاسم على مسبارين فضائيين لمراقبة القمر نفذا مهمات عامي 2007 و2010.