حضر الراحل غازي القصيبي عبر ورقتين مهمتين، الأولى قدمتها الباحثة نادية خوندنه بعنوان «نصوص سعودية في الذاكرة الغربية: الإبداع السعودي المترجم: غازي القصيبي أنموذجاً»، حاولت فيها إعطاء فكرة عامة عن ترجمة الإبداع السعودي إلى اللغة الإنكليزية، ثم التركيز على بعض الأعمال الأدبية المترجمة للأديب السعودي غازي عبدالرحمن القصيبي، كنموذج لترجمة الأدب السعودي المعاصر. وقالت إن روايتي «شقة الحرية» (1996) و«سبعة» (2001) من أعمال القصيبي المترجمة، اللتين تمكنان قارئهما من التعرف على خصائصه الفنية كروائي من مدرسة الحداثة كما يتضح في المضمون والشكل، وذلك في المواضيع والثيمات التي تتناولها الروايتان أو في تقنيات السرد وأساليب عرض الشخصيات، وإنّ كون الروايتين تابعتين لفترتين زمنيتين مختلفتين سيتيح الفرصة لتتبع تطور الأسلوب الروائي للقصيبي، ودور ذلك في إثراء تجربته الروائية. وحاولت إيضاح كيف تسهم رواياتا القصيبي «شقة الحرية» و«سبعة» المترجمتان إلى الإنكليزية في تعريف القارئ الغربي بالمجتمع السعودي المعاصر؟ هل يخرج المتلقي الغربي من قراءة الروايتين بفكرة مثالية عن المجتمع السعودي؟ هل تؤكد الروايتان خصوصية المجتمع السعودي أم تقدمانه ضمن إطار إنساني عالمي رحب؟ في حين تطرقت الباحثة ندى يسري في ورقة لها إلى «رهاب الآخر (الزنوفوبيا) في رواية العصفورية لغازي القصيبي: دراسة في لا وعي البطل»، مؤكدة أن العلاقة بين الأنا والآخر «إحدى كبرى الإشكاليات التي تناولها السرد بصفة عامة، وشكلت أحد هموم السرد العربي بصفة خاصة، إذ يعد رهاب الآخر المغاير أحد المواضيع التي عالجها الأدب العربي مراراً». واعتمدت في تناولها لرواية القصيبي على ثنائيات عدة طرحها العمل من خلال السرد مثل الشرق والغرب، والعرب والصهاينة، والعقل والجنون، والطبيب والمريض، والمثقف والسلطة، والرجل والمرأة، والأبيض والأسود، والفقير والغني، كما تناولت بنية الرواية وعتبات النص وتيار الوعي الذي اعتمد عليه العمل، وكيف تعامل الروائي مع قضية رهاب الآخر من حيث تقنيات الكتابة.