كشف رئيس الوزراء السوداني السابق وزعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدي، انه رفض عرضا من الرئيس عمر البشير باقتسام مقاعد مجلس الوزراء، ودافع عن مشاركة نجله عبد الرحمن في السلطة مساعدا للرئيس. وتحدث عن اتجاه المعارضة لتشكيل تحالف جديد يضم حركات مسلحة في دارفور ومناطق اخرى في شمال البلاد. وقال المهدي انه رفض عروضا سابقة بالمشاركة فى الحكومة منذ كان عرّاب الحكم زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي في سدة الدولة، موضحا ان البشير عرض عليه ايضا بعد اول انتخابات دخول الحكومة لكنه امتنع عن ذلك. وأكد زعيم حزب الامة حرصه على ان تكون المشاركة مرتبطة بتغيير شكل الحكم وإبعاده عن سيطرة الحزب الواحد، ما يعني إعادة هيكلة أجهزة الدولة، مشددا على ان لا رجعة عن قراره ما لم تحصل تطورات مستقبلية تغير قناعات حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وعن انتقادات مشاركة نجله عبد الرحمن مساعداً للرئيس، قال المهدي ان السودانيين لا يستوعبون ماهية صدور القرار من المؤسسات، وأشار الى ان نجله حاول خلال مرحلة معارضة الحكومة من الخارج تفجير العاصمة الخرطوم بتلغيمها، لكنه منعه. وقال ان عبد الرحمن كان موغلاً فى العداء للنظام خلال عمله في المعارضة العسكرية في إطار «التجمع الوطني الديموقراطي». وأضاف ان نجله قاد تيار المشاركة تحت مظلة حاجة المصلحة العامة للخطوة، وشدد على ان عبد الرحمن ليس عضواً فى حزب الامة ولا يمثله. وذكر ان البعض يريده استعمال سلطته الأبوية لمنع نجله من المشاركة لكنه لن يفعل. وتحدث المهدي عن اتجاه المعارضة لتشكيل تحالف جديد يضم احزب المعارضة وبعض الفصائل العسكرية في دارفور ومناطق اخرى في شمال السودان عبر مؤتمر يعقد قبل بداية العام الجديد. ورأى المهدي أنّه يجب التعامل بواقعية مع المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق البشير ومسوؤلين آخرين، ودعا إلى العمل بغرض إيجاد صيغة للتوافق مع المحكمة الجنائية وإنشاء محكمة مختلطة سودانية-دولية لمحاكمة المسؤولين عن انتهاكات دارفور. اما مستشار الرئيس السوداني مصطفي عثمان إسماعيل، المسؤول عن ملف الحوار مع حزب الأمة، فأكد ان حزبه حرص على إشراك المهدي فى الحكم وجرى حوار بينهما إلى ان حسم نحو 80 في المئة من القضايا المطروحة، وانتقل الحوار لاحقاً إلى المشاركة، والمرجعية الدستورية لحكم المرحلة الانتقالية. وذكر ان حزب الأمة اقترح إلغاء الدستور لكن الحزب الحاكم رفض لعدم احتوائه على عيوب. الى ذلك تحدثت تقارير عن ان رئيس الأركان الاسرائيلي بيني غانتس، أمر بإعداد قوة كبيرة لإرسالها إلى جنوب السودان، قبل جولة أفريقية يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، القيام على دول في القارة وتشمل جنوب السودان. وقالت إن هذه القوة تضم عناصر من وحدة «كركيل» المعروفة باسم «قط الصحراء» (المختصة بالتعامل مع السودانيين الذين يدخلون إلى إسرائيل)، وإن ارسالها الى جنوب السودان جاء بناءً على طلب من رئيس أركان جيشه الفريق جيمس هوث. وأوضحت أن القوة ستعمل على تأهيل قوات دولة الجنوب وتدريبها على أساليب الحرب النظامية وخوض المعارك الخاصة ضد جيش نظامي، مشيرةً إلى أن هوث طلب أيضاً دعم قوات بلاده بالأسلحة. وترى إسرائيل أن الدول التي سيزورها نتانياهو معنية بالتكنولوجيا الاسرائيلية في المجال الأمني لمواجهة الخلايا الإسلامية المتماثلة مع «القاعدة»، والتي تنشط في أفريقيا، وخصوصا في الصومال.