كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي على ارتباط بكتيبة «عقبة بن نافع» التي يتزعّمها «أبو مصعب عبدالودود» القيادي في تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي»، وقال في مؤتمر صحافي أمس، إن الكتيبة متورطة في الأحداث الإرهابية التي شهدتها تونس أخيراً. وأكّد الوزير أنّه سيتم حصر أنشطة التيار السلفي الجهادي في إطار تصنيف تنظيم «أنصار الشريعة» تنظيماً إرهابياً، كما أعلن رئيس الحكومة علي العريض أول من أمس، إضافة إلى تجريم أي انتماء له أو تقديم أي تمويل وأي شكل من أشكال المساعدة له وتقديم كل من يخالف هذه الإجراءات إلى القضاء. وتعيش تونس منذ أواخر نيسان (أبريل) الماضي على وقع عمليات تقوم بها القوات المسلحة في مواجهة مجموعات مسلحة تتحسن في جبل الشعانبي الحدودي مع الجزائر وسقط ضحيتها عشرات العناصر من الجيش والدرك، إضافة إلى قتل عدد من المسلحين والقبض على عدد آخر منهم. وقال بن جدو «إنّ قصفَ قوات الجيش لمواقع الإرهابيين في جيل الشعانبي وتدميرَ معسكراتهم ساعد قوات الحرس الوطني في القبض على عناصر خطرة مثل «محمد الحبيب عمري» و «أحمد المباركي» وعناصر آخرين كانوا يؤمّنون الدعم اللّوجيستي. كما كشفت مصالح وزارية الداخلية عن اعترافات فتاة تنتمي إلى «أنصار الشريعة» أكدت خلالها أنها تجند فتيات لممارسة ما يعرف ب «جهاد النكاح» لدعم المقاتلين المتحصنين بجبل الشعانبي. وكشف مدير الأمن العام مصطفى بن عمر تفاصيل اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد والنائب القومي محمد البراهمي مشيراً إلى أن المتهم بقتل بلعيد كمال القضقاضي طالب بتعديل قائمة الاغتيالات بعد مشاهدة «تصريح تلفزيوني ساخر» وجهه شكري بلعيد للإسلاميين وتحصل على الموافقة من المدعو أبو عياض (سيف الله بن حسين) الذي يقود تنظيم «أنصار الشريعة». وقال مدير الأمن إن اغتيال البراهمي نُفذ بقطعة السلاح التي اغتيل بها بلعيد وعُثر عليها خلال مداهمة أحد المنازل في الوردية (قرب العاصمة) مؤكداً تورط المدعوين أبو بكر الحكيم وكمال القضقاضي في جريمة الاغتيال بمرافقة آخرين كانوا يقطنون قرب منزل البراهمي في حي الغزالة. وكشف وزير الداخلية عن قائمة اغتيالات تضم أسماء سياسيين وإعلاميين مناهضين للإسلاميين منهم الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي والنائب سلمى بكار عن حزب «المسار الديموقراطي» والنائب عن «الجبهة الشعبية» منجي الرحوي والنائب المعارض صلاح الدين الزحاف والقياديين في حركة «نداء تونس» الطيب بكوش وخميس قسيلة، إضافة إلى الإعلاميين سفيان بن فرحات ونوفل الورتاني ولطفي العماري وهيثم المكي والمدونة لينا بن مهني، إلى جانب عدد من الجامعيين والكتاب كالعميد الحبيب الكزدغلي والكاتبة ألفة يوسف والكاتب محمد الطالبي والشيخ فريد الباجي والمخرج السينمائي النوري بو زيد. وضمت القائمة القيادي في حركة «النهضة» عامر العريض (شقيق رئيس الوزراء) ورئيسة اتحاد الصناعة والتجارة وداد بو شماوي. وعلى رغم المعطيات التي قدمها وزير الداخلية نوه إلى أن «ليس كل السلفيين تابعين لأنصار الشريعة لذلك لا بد أن يكون التعامل معهم بحذر شديد وأن لا يقع التضييق عليهم ولهم الحق في التنوع والاختلاف وحرية العبادات». وطمأن الوزير التونسيين إلى أن الأحداث الإرهابية لم تؤثر في تعافي الأمن العام ومكافحة الجريمة، مشدداً على أن النشاط السياحي بلغ ذروته خلال الشهرين الماضيين وأضاف أن الإرهابيين الموجودين في السجون أكثر من الموجودين خارج السجون. وكشفت التقارير الأمنية والعسكرية عن تأثر واضح للوضع في تونس بتطورات الأوضاع في كل من الجزائر وليبيا ومالي نظراً إلى هامش الحركة الذي تتمتع به الجماعات المسلحة في هذه البلدان إلى جانب الجبهات المفتوحة فيها، إضافة إلى خشية من تنامي الظاهرة عند العودة المحتملة للمقاتلين من الجبهة السورية.