يتزايد الاهتمام بالتوفو (جبن الصويا) الذي بتنا نجده في أعداد كبيرة من الأطباق، أشهرها الحساء، والسلطات، والصلصات، والفطائر، واليخنة، والبيتزا، والشعيرية وغيرها. وتلقى أطباق التوفو رواجاً منقطع النظير في الصين واليابان وكوريا وأندونيسيا وفيتنام، وهو يعتبر البديل الآمن للحوم والدواجن في هذه البلدان. ويصنع التوفو من خثارة حليب فول الصويا ذات القوام اللزج والمتماسك. وتصدر عن التوفو رائحة نفاذة تختلف من طبق إلى آخر، وتفيد روايات بأن اختراعه جاء بمحض الصدفة نتيجة سهوة أحد طهاة أسرة تشينغ الحاكمة في الصين، حين ترك التوفو يتخمر لموسم كامل، لكنه وجد هذا المنتج ذا الرائحة النفاذة طيب الطعم. ورائحة التوفو التي تجمع بين رائحة العرق ورائحة حرق القمامة، هي القاعدة التي تحكم على جودة التوفو، فكلما كانت هذه الرائحة نفاذة أكثر كان التوفو أفضل جودة. وتكمن أهمية التوفو في أنه يعتبر مصدراً ممتازاً للمواد البروتينية التي تضم كل الأحماض الأمينية اللازمة للجسم، خصوصاً الأحماض الأساسية التي لا يستطيع الإنسان تركيبها، ولهذا فإن اختياره للكبار والصغار هو خيار في محله، لأنه يحمل معه فوائد اللحم من دون الأضرار الناتجة منه. وتعتبر البروتينات ضرورية جداً لعمليات البناء وترميم الخلايا. ويحتوي التوفو على كمية من البروتينات أكثر بأربع مرات من تلك الموجودة في القمح. وينصح مرضى الكلى بالعزوف عن أكل البروتينات الحيوانية التي تثقل كاهل الكلى، واستبدالها بالتوفو لأن البروتينات المتوافرة فيها لا تجبر الكلى على العمل بطاقة أكبر تفوق طاقتها، كما الحال مع البروتينات الحيوانية. ويشتهر التوفو بفقره بالمواد الدهنية، خصوصاً الأحماض الدهنية المشبعة، وهذا يعني أنه يساهم في حماية القلب والأوعية الدموية من الأزمات والجلطات وفي التخفيف من أوجاع المفاصل. في المقابل، فإن التوفو غني بمادة الليسيتين الدهنية المهمة جداً لعمل الجهاز العصبي. ويحتوي التوفو على طائفة واسعة من المعادن، أهمها الكلس، والحديد، والمغنيزيوم، والزنك، والفوسفور وغيرها. ويعتبر التوفو مصدراً جيداً لمركبات الأيزوفلافين المضادة للأكسدة التي تحمي من الإصابة بالأمراض المزمنة كالسرطانات وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء هشاشة العظام. ويساهم التوفو في حماية العظام، وفي دعم جهاز المناعة، وفي الحد من التعب والشدة النفسية. وتوجد في التوفو فيتامينات المجموعة ب التي تساعد على تجديد الترسانة الخلوية، وتعمل على حماية الجلد والشعر والأظافر من آثار التقدم في العمر. أيضاً، إن فيتامينات المجموعة ب مهمة من أجل قيام الجهاز الهضمي والجهاز العصبي بوظائفهما على أحسن ما يرام. يبقى أن نشير إلى ملاحظتين تتعلقان بالتوفو: 1- هناك ثلاثة انواع من التوفو: التوفو الصلب الذي يحتوي على كمية قليلة من الماء، إلا أنه يعتبر الأغنى بالبروتينات والكلس والدهن، والتوفو شبه اللزج، وهو أكثر ليونة من النوع السابق لكنه يفقد شكله وقوامه خلال عملية الطبخ. والتوفو اللزج الذي يشبه في قوامه الكريما. 2- إن التوفو كغيره من الأطعمة قابل للفساد، لذلك يجب التأكد من تاريخ الصلاحية وحفظه جيداً.