عرف فول الصويا منذ آلاف السنين، ولا يعرف أحد بالضبط البلد الذي نبت فيه للمرة الأولى، هل هو اليابان أم الصين؟ هناك من يعطي الأرجحية لبلاد ماو، خصوصاً ان هناك رواية صينية مشهورة تذكر ان احدى القبائل الرحل تمكنت من العيش شهوراً عدة باعتمادها في التغذية على حبوب تشبه في مواصفاتها فول الصويا، وهناك رواية اخرى تقول ان الأمبراطور الصيني شنغنانغ الذي يعد مؤسس الزراعة الصينية هو اول من قام بزرعها قبل اكثر من خمسة آلاف سنة. وأدخلت زراعة فول الصويا الى أوروبا عبر الإرساليات الفرنسية في منتصف القرن الثامن عشر، ووصلت زراعته الى بلاد أميركا مع وصول أوائل المهاجرين الصينيين، وفي ربع القرن الأخير اصبحت الولاياتالمتحدة الأميركية المنتج الأول للصويا بعد ما كان هذا المركز يرجع الى بلدان الشرق الأقصى. ويتمتع فول الصويا بصفات غذائية وصحية مهمة جداً، منها: - غني بالمواد البروتينية، فكل 100 غرام منه تعطي قرابة 40 غراماً، وبناء عليه يقف فول الصويا على رأس قائمة البقوليات الغنية بالمواد البروتينية، بل ان بروتينات الصويا توضع في مصاف اللحوم والبيض والسمك من حيث غناها بها، وهي تستطيع سد حاجة الإنسان من كل الشرائح العمرية خصوصاً انها تحتوي على كل الأحماض الأمينية الأساسية للجسم. - غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة للقلب والشرايين، ومن بين هذه الأحماض اثنان ينتميان الى زمرة الأحماض الدهنية الأساسية هما: حامض اللينوليئيك وحامض اللينولينيك، وهذا الأخير يترك تأثيراً طيباً في الصيغة الدموية المتعلقة بأجزاء الكوليسترول، اذ انه يفيد في رفع الكوليسترول الجيد الذي يحمي القلب والأوعية الدموية. وفول الصويا غني بمادة الليسيتين التي تساعد في تطور وبناء الجهاز العصبي خلال مرحلة النمو، كما تشجع هذه المادة على ازاحة الكوليسترول من طريق الكبد. - ان مئة غرام من فول الصويا تعطي 35 غراماً من السكريات البطيئة الامتصاص التي تذهب من الأمعاء الى الدم بهدوء، فلا تسبب ارتفاعاً عاجلاً في سكر الدم كما يحدث مع الأغذية الغنية بالسكريات السريعة الامتصاص. - تحتوي الصويا على حزمة جيدة من المعادن، من بينها الكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والحديد والمغنيزيوم والكبريت، الى جانب زمرة من الفيتامينات، خصوصاً الفيتامين ب1. في فول الصويا عناصر طبيعية تنتمي الى عائلة الفلافونيدات الشهيرة المضادة للأكسدة، وتسهم في حماية جهاز المناعة وفي وقاية الجسم من أمراض عدة مثل أمراض القلب والسرطان. - يحتوي فول الصويا على فيتواستروجينات شبيهة بالاستروجينات الطبيعية للجسم. من هنا يعتبر فول الصويا صديقاً للنساء اللواتي على مشارف سن اليأس او اللواتي دخلن في رحابها، فالدراسات أكدت فائدة فول الصويا في كبح العوارض المزعجة التي تلقي بثقلها على جسم المرأة في مرحلة سن اليأس. كما يقي فول الصويا من الإصابة بداء الهشاشة العظمية الذي يشاهد بكثرة عند النساء اللواتي عبرن مرحلة سن اليأس وذلك من خلال المحافظة على الكثافة العظمية من طريق الحد من هجرة او انتقال معدن الكالسيوم من العظام. كما ان تناول فول الصويا بكمية ضئيلة وفي شكل منتظم له اكبر الأثر في ابعاد شبح التعرض لسرطان الثدي. - فول الصويا غني بالألياف التي تسهم في تنظيم المجرى المعوي وبالتالي تحد من الإصابة بالإمساك، وتفيد هذه الألياف أيضاً في تنظيم مستوى السكر في الدم. في المختصر، ان فول الصويا يعتبر غذاء متكاملاً، وهو أغنى من الحبوب بالمواد البروتينية بأربعة أضعاف، وأغنى من الحليب بمعدن الكالسيوم بمرتين، وأكثر غنى من الحبوب والبقول بالمعادن والفيتامينات بنسبة عشرة أضعاف.