حليب الصويا يحضّر من فول الصويا الذي يعتبر من أهم الأغذية النباتية التي تحمل للجسم فوائد صحية وغذائية ممتازة. ويتم تحضير الحليب من حبوب الصويا بعد نقعها في الماء، ومن ثم طحنها وعصرها في معاصر خاصة لتعطي عصارة تتألف من الزيت والحليب، وبعد ذلك يجرى فصل الزيت عن الحليب. ويشبه حليب الصويا في شكله الحليب العادي، وتستهلكه شعوب الشرق الأقصى منذ مئات السنين، بعكس الشعوب الغربية التي أدخلته حديثاً في نظامها الغذائي. يتمتع حليب الصويا بالخصائص الآتية: - يضم حليب الصويا مواد بروتينية كاملة تحتوي على جميع الأحماض الأساسية وغير الأساسية. وكما هو معروف فإن الجسم لا يستطيع صنع الأحماض الأمينية الأساسية لذا، يتوجب تأمينها من طريق التغذية. وكمية البروتينات الموجودة في حليب الصويا تفوق التي توجد في حليب البقر أو حليب الماعز. وفي بحوث أجريت في جامعة كنتاكي الأميركية، تبين أن بروتينات حليب الصويا نافعة في تقليل الشهية، وفي تسريع الشعور بالشبع الأمر الذي يلعب دوراً لا يستهان به في تخسيس الوزن والكرش بسرعة عند المصابين بالسمنة. - من جهة الدهون فإن حليب الصويا يحتوي على كمية أقل من نظيره الحليب العادي، وهو خال من الكوليسترول تماماً. وتمتاز هذه الدهون بكونها فقيرة بالأحماض الدهنية المشبعة، وهذا ما يجعل حليب الصويا مفيداً في خفض الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية، وبالتالي الحماية من تصلب الشرايين، ومن الأمراض القلبية الوعائية. وفي دراسة لباحثين من جامعة ميشيغان الأميركية تبين أن شرب حليب الصويا يومياً يفيد في خفض أرقام ضغط الدم عند المصابين به وذلك في شكل يضاهي الأدوية المستعملة لعلاجه، أي خافضات الضغط. - في خصوص الفيتامينات فإن حليب الصويا يعتبر مصدراً جيداً لها خصوصاً الفيتامينات ب1، ب2، ب6، ي. - من ناحية المعادن، يحتوي حليب الصويا على الكثير منها خصوصاً الكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد والزنك. - يوجد في حليب الصويا مادة الأيزوفلافين، التي تترك أثراً إيجابياً في صحة العظام، فهي تلعب دوراً كبيراً في المحافظة على الثروة المعدنية العظمية في الوركين وهيكل الجسم، وبالتالي تقي من داء الهشاشة العظمية الذي يقعد الكثيرين والكثيرات من كبار السن. أيضاً، تملك مادة الأيزوفلافين خصائص مضادة للسرطان بكل أنواعه. يبقى أن نشير إلى ملاحظتين: الأولى، أن حليب الصويا يعتبر البديل الممتاز للذين يعانون من الحساسية على الحليب العادي بسبب نقص أو فقدان خميرة اللاكتاز الضرورية لهضم سكر الحليب. والملاحظة الثانية، على الذكور أن لا يكثروا من استهلاك حليب الصويا، لأن بحوثاً نوهت بأنه يمكن أن يخفض عدد الحيوانات المنوية بسبب احتوائه على الإستروجينات النباتية الشبيهة بهرمون الإستروجين الطبيعي.