أسطوانة محاباة شرق آسيا ليست مشروخة بل لم تعد موجودة في السوق منذ 7 أعوام على الأقل، ومسألة وضع أجندة ومواعيد مسابقات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم «على كيف» ذوي العيون الضيقة ليست صحيحة وليست كما يروّج لها البعض. الحقيقة التي نخشى قولها بأننا لا نزال نشعر بعقدة النقص أمامهم وأمام أفكارهم، فلا نستطيع مجاراتهم أو منافستهم، على هذا الأساس وضعت أجندة مسابقات الاتحاد الآسيوي بحسب مقترحات شرق آسيا التي لم تجد مقترحاً منافساً. مواعيد مباريات دوري أبطال آسيا تحديداً حكايتها حكاية، فيلم ينتجه ويصوره غرب آسيا لكن يختارون أدوار الكومبارس، لذا من الطبيعي جداً أن تتصدر أسماء أندية شرق آسيا «تتر» الفيلم. إلى الآن ونحن نحاول إقناع أنفسنا بأن موعد البطولة لا يتناسب مع غرب القارة، بعد مرور 11 نسخة من البطولة ما زلنا نكرر ذلك، هذا التصور يجعلني في حيرة، هل كانت أندية العين الإماراتي واتحاد جدة السعودي والسد القطري خارج نطاق غرب آسيا عند فوزها باللقب؟ وكيف استطاع الكرامة السوري واتحاد جدة وشقيقه الأهلي الوصول إلى المباراة النهائية؟ طيب.. لماذا لم تتقدم اتحادات وأندية غرب آسيا بطلب لتغيير مواعيد البطولة طوال الأعوام الماضية؟ أو أن القصة كلها تروى في وسائل الإعلام حتى لا نتلقى الانتقادات على نتائجنا؟ الواضح بأننا نضع الذريعة قبل النتيجة، للأسف اعتدنا نحن عدم تحمل المسؤولية في مجالات كثيرة، خوفاً من الانتقادات، يجب ألا نورث هذا الاعتقاد للجيل القادم! على المستوى الرسمي لا أجد تفسيراً لصمتنا على أجندة دوري أبطال آسيا إلا في ثلاث حالات، الأولى بأن رغبات الاتحادات والأندية لا تصل إلى مكاتب الاتحاد الآسيوي، وهذا أمر لا أتوقع حدوثه. الحال الثانية ضعف تمثيل غرب آسيا في الاتحاد الآسيوي، وبالتالي لا تثار هذه القضية في اجتماعاتهم، وهو أمر وارد خصوصاً أن غالب ممثلي غرب آسيا يفتحون محضر الاجتماعات في الطائرة المتجهة إلى ماليزيا. الحال الثالثة هي الجهل بالحقوق والواجبات من الاتحادات والأندية وممثليهم، فلا يعلم كل منهم ما دوره أساساً... وشخصياً أرجح الحال الثالثة. أمام الحقيقة التي لا يعلمها البعض، أن أندية غرب آسيا لا تريد تغيير مواعيد دوري أبطال آسيا لسبب واضح وهو أن موعد دور ربع النهائي مناسب جداً لها وذلك للاستعداد جيداً لهذا الدور من معسكرات وتعاقدات، فهو الدور الأهم والذي يحدد مسار الفريق نحو اللقب قبل انطلاق المسابقات المحلية. والطريف أن رابطة الدوري الياباني ستتكفل بتغيير مواعيد دوري أبطال آسيا نيابة عن غرب آسيا، إذ إنها ستغير جدولة مسابقاتها المحلية من النظام السنوي (مارس - ديسمبر) إلى النظام الموسمي (أغسطس - مايو) في 2016. أعتقد بعد كل هذا يجب أن نشكرهم، ولا نجحد وننكر فضلهم علينا، صحيح بأنهم – أي اليابانيون – أصبحوا أسيادنا على مستوى المنتخبات، وأبناء عمهم الكوريون الجنوبيون قاموا بإحكام القبضة على مسابقات الأندية... لكن «إذا ما طاعك الزمن طيعه». [email protected]