في أحيان كثيرة لا أجد تفسيراً لما يقرره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كحكم التقسيم «المؤبد» على مستويات أندية القارة في المسابقات الآسيوية، أو المخصص المالي الضعيف لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، أو الاصرار على لعب دور ال 16 من دور واحد في دوري أبطال آسيا وعدم ايجاد اسبوع آخر للعب بنظام الذهاب والإياب. عندما شرع الاتحاد الآسيوي في استحداث مسابقاته في عام 2002، وضع في حساباته التوزيع الجغرافي لبلدان القارة واختلاف التوقيت والمناخ وبعد المسافات، لذلك كان القرار بتقسيم أندية القارة على منطقتين (غرب وشرق) قراراً منطقياً مبدئياً. وقد طبق القرار على المسابقات كافة التي ينظمها، وطوال 8 السنوات الماضية، اقتنعت الاتحادات الأهلية والأندية بهذا التقسيم. شخصياً ... أنا مع وضد التقسيم، ولا ارى ضرراً في استمراره أو الغائه، فهي تجربة ناجحة، وتغييرها وغربلة الاندية الآسيوية في مجموعات مختلفة من دون النظر لمنطقتها. أيضاً أمر جدير بالتجربة. لكن ان يطبق القرار على ناد واحد من بين أندية آسيا، فهذا أمر ليس له تفسير واضح. ها هو العين الاماراتي التابع لمنطقة غرب آسيا يدفع ثمن قرار غامض جديد، ويلعب تصفيات دوري أبطال آسيا مع أندية شرق آسيا، وفي حال تأهله سيلعب في مجموعة شرق آسيوية مع هانغزهو الصيني وغرامبوس الياباني وسيول الكوري الجنوبي! وفي حال خسارته سيلعب مباشرة في كأس الاتحاد الآسيوي مع فرق من المنطقة ذاتها. منطقة شرق آسيا! نادي العين وضع أهدافه في هذا الموسم للمنافسة محلياً وتحقيق نتائج ايجابية اسيوياً، وكل ذلك بحسب الأجندة الموضوعة أمامه سواء محلياً أو آسيوياً، كونه سيواجه أندية آسيوية من غرب آسيا، ولم يتوقع النادي وغيره من الاندية والمتابعين أو حتى لجنة الاحتراف الآسيوي نفسها ان يلعب فريق غرب آسيوي في مجموعة شرق آسيوية! الاتحاد الآسيوي الذي يجبر الاتحادات الأهلية والأندية على تطبيق نظام الاحتراف بحذافيره على أقسام النادي كافة، يخالف رؤيته وطريقته الاحترافية بقرار غريب وغامض، يجبر فيه نادي العين على تغيير أهدافه واستراتيجيته في هذا الموسم، وان يضحي باحدى اثنتين - كونه سيقوم برحلات مكوكية لإرضاء أهواء لجنة الاحتراف - أما ان يترك المنافسة على الألقاب المحلية أو يخرج من السباق الآسيوي. وفي كلتا الحالتين، سيطبق النادي «المحترف» متطلبات قرار «هاو» من لجنة «القرارات الغامضة»! [email protected]