دعا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أمس إلى معاقبة من يثبت تورطه في استخدام أسلحة كيماوية في سورية بالتزامن مع استضافة عمان اجتماعاً دولياً لرؤساء أركان جيوش عدد من الدول بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث تداعيات النزاع السوري. وقال وزير خارجية الأردن ناصر جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي: «أجدد إدانة الأردن واستنكاره للقتل المروع الذي شهدته منطقة الغوطة الشرقية والتشديد على ضرورة أن يتحمل من يثبت أنه استخدم أسلحة كيماوية أو غير تقليدية المسؤولية عن هذا العمل الإجرامي». وقال جودة إن اجتماع عدد من قادة الجيوش العرب والأجانب في عمان «تم الإعداد له منذ أشهر»، نافياً أن يكون مرتبطاً بالاتهامات الأخيرة الموجهة إلى نظام الرئيس بشار الأسد حول استخدامه أسلحة كيماوية في غوطتي دمشق. وزاد أن الاجتماع «يشكل جزءاً من سلسلة اجتماعات تستضيفها دول عدة، ويناقش آليات التعامل مع تطورات الملف السوري على الأرض». وكانت القوات المسلحة الأردنية قالت في بيان أول من أمس، إن اجتماعاً ستستضيفه المملكة لرؤساء هيئات أركان عرب وأجانب، بينهم قادة أركان الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، لبحث «أمن المنطقة» وتداعيات «النزاع السوري». وجدد جودة تأكيد الموقف الأردني الداعي إلى حل سياسي للأزمة السورية، لكنه قال إن الاجتماع العسكري «سيبحث السيناريوات كافة المتعلقة بالشأن السوري». ووصف ما يحدث في سورية بأنه «مؤلم ومؤسف». وقال: «الجرح السوري لا يزال ينزف بغزارة، وشلال الدم لا يزال يتدفق بدماء أبنائها بفعل آلة القتل الدائرة هناك». وفي شأن آخر، قال جودة إن الأردن «يود التشديد على موقفه الثابت والداعم لخيارات الشعب المصري، ثم الخيارات الأخرى في وقت لاحق». وأردف: «نقف مع إرادة الشعب المصري الحر، وندعم ونساند خريطة الطريق المصرية، التي تواقفت عليها القوى المصرية كافة، وهي محل ترحيبنا ودعمنا القوي». وأشار إلى أن خريطة الطريق، التي أعلنها حكام مصر الجدد «محل مساندتنا الكاملة نحو المسار الديموقراطي الصحيح، وفرض سيادة القانون». وأشاد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بموقف الأردن «الداعم» لبلاده. وقال إن «خريطة الطريق المصرية تسعى إلى إقامة نظام يستجيب لمطالب المصريين وتمنياتهم الذين يعملون في إطار الشرعية والقانون والدستور، الذي سيتم استكماله خلال أسابيع». وقال إن زيارته الأردن «لم تكن صدفة، وإنما جاءت مدروسة بناء على العلاقات الثابتة بين الطرفين في الماضي والمستقبل». وتابع: «ستكون هناك انطلاقة جديدة بالنسبة للعلاقات المصرية - الأردنية وفي مختلف المجالات». وأكد أن عدم توافر الأمن الكافي في شبه جزيرة سيناء «تسبب بعدم استكمال ضخ الغاز المصري إلى المملكة». إلى ذلك، أعلن فهمي أنه سيقوم اليوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية ل «تأكيد أننا لا يمكن أن نترك القضية الفلسطينية وسيكون لنا دور في تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وعاصمتها القدسالشرقية بجوار إسرائيل». وزاد أن «هذا الموضوع لم يكن غائباً (عن بالنا) وستجدون أن الجانب المصري سيكون مشاركاً وبكثافة» في عملية السلام. وأوضح فهمي أن «مصر على رغم أنها كانت مشغولة ولكنها كانت قلباً وقالباً مع ما يحصل في الساحة الفلسطينية». وحول أسباب غياب الدور المصري عن عملية السلام، قال الوزير «لم يكن هناك عملية سلام جارية في العام الماضي أصلاً كي نكون غائبين عنها».