نشرت إحدى أكبر شركات التوظيف الإلكتروني على شبكة الانترنت في الشرق الأوسط أخيراً بحثاً يؤكد تزايد اعتماد الشركات الكبرى في المنطقة على التوظيف الإلكتروني من خلال شبكة الانترنت. وجاء التقرير في سياق دراسات متوالية عن العناصر التي تساعد الشركات على الصمود والاستمرار في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. ومثّل هذا البحث الجديد أول دراسة من نوعها. وقدم تحليلاً معمّقاً حول التوظيف الإلكتروني، انطلاقاً من وجهة نظر الشركات وأصحاب العمل. وكذلك قارن بين التوظيف عبر الانترنت وقنوات التوظيف التقليدية في ما يتعلق بالأداء والتكلفة. وقدّم إطاراً عاماً للشركات يمكنها من تطوير استراتيجيات التوظيف الإلكتروني لديها. ونُشرت الدراسة التي تحمل اسم «التوظيف إلكترونياً: دليل صُناع القرار» من قبل شركة «جلف تالنت.كوم» Gulf Talent.com المتخصّصة في التوظيف الإلكتروني. واستهدفت الدراسة كبار صُناع القرار، خصوصاً كبار موظفي الشركات والمسؤولين عن وضع الاستراتيجيات التنفيذية وخطط استقطاب الكفاءات وغيرهم. وقدمت الدراسة تحليلاً مقارناً للتكاليف والمنافع لعملية التوظيف الإلكتروني، يؤكد أن التوظيف الإلكتروني يقصّر دورة التوظيف إلى نحو 10 أيام. وأظهر أن من المستطاع تقليل تكاليف التوظيف الإجمالية، من قرابة 20 ألف دولار لكل عملية توظيف باستخدام القنوات التقليدية إلى أقل من 2000 دولار، ما يعني توفيراً يصل إلى 90 في المئة. ويمثّل هذا التوفير في التكاليف أمراً جذاباً للشركات على اختلاف قطاعاتها في ضوء المناخ الاقتصادي الحالي، خصوصاً في ظل الضغوط التي تخضع لها أقسام إدارة الموارد البشرية لتقليل النفقات مع الاستمرار في تحقيق الأهداف المرسومة. مفاهيم سائدة لكنها خاطئة كذلك سعت الدراسة إلى التخلّص من المفاهيم القديمة حول التوظيف الإلكتروني في الشرق الأوسط، بما في ذلك الفكرة السائدة بأن كبار المديرين والمتحدثين باللغة العربية ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن توظيفهم في شكل فعّال من خلال شبكة الانترنت. إذ أظهر تحليل بيانات تتعلق بما يزيد على مليون مرشح للوظائف، أن أكثر من 37 في المئة من المرشحين للعمل في الشرق الأوسط من خلال الحل الالكتروني هم من أصحاب المناصب الإدارية المتقدمة، وأن 35 في المئة منهم يتحدثون اللغة العربية، وأن صفوفهم تضمّ 8 في المئة من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وبحسب الدراسة عينها، يمثل انتشار الانترنت السريعة في المنطقة أحد أهم عناصر نمو التوظيف الإلكتروني، مع ملاحظة أن انتشار الانترنت عموماً وصل إلى مرحلة ناضجة في معظم دول المنطقة. وبحسب دراسة «جلف تالنت. كوم» عينها، فعلى رغم أن خدمات التوظيف الإلكترونية عبر الانترنت مستخدمة في الشرق الأوسط منذ سنوات، إلا أن استخدامها لم يصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب. وأرجعت الدراسة ذلك إلى عدم دراية كبار المديرين بمنافع هذه التقنية أو بسبب عدم اطلاعهم الكافي على كيفية استخدام الحل الإلكتروني الفعّال. وأملت الدراسة بأن تساعد هذه الوقائع الوعي بعمليات التوظيف الإلكتروني في دول الشرق الأوسط، وأن تدعم استخدامها في المنطقة لتصل إلى المستوى الذي وصلت إليه الاقتصاديات المتقدمة.