أما في ميلان، فلا حديث عن كل تلك الأرقام إلا عند البيع فقط، وهناك من يعتقد أنهم في العاصمة «الاقتصادية» لإيطاليا لم يعودوا حتى قادرين على معرفة كيفية قراءتها. ف10 ملايين يورو هي الصفقة الأضخم إن حدثت، ومليون أو اثنان قادرة على إفساد صفقة شارفت على النجاح. وليس أدل على ذلك من اتصالات غالياني المستمرة من أجل الياباني هوندا لاعب سيسك موسكو الروسي الذي تطلب فيه إدارة ناديه 5 ملايين يورو، بينما يرى ميلان أن سعره لا يتجاوز 3.5 مليون يورو، لأنه بعد 6 أشهر فقط يكون قادراً على جلبه مجاناً في صفقة انتقال حر. وكثيرون في إيطاليا وخارجها يعتقدون أن غالياني يأخذ دائماً ما يريد بأقل مما يريد، وهو ربما ما اعتبره رئيس سيسكا موسكو استغفالاً: «يجب أن يعلم الإيطاليون أننا لسنا مغفلين». ليخرج غالياني بعد ذلك معلناً توقف المفاوضات بين الطرفين، قائلاً: «رئيس سيسكا قال إنه لا يريد بيع هوندا، لن أتصل به مجدداً، فهو ليس بسيدة جميلة كي اتصل به كل يوم». لكن ميلان يستخدم كل عناصر المفاوضات الممكنة باستثناء «المال»، فهذه المرة يرسل عرضاً رسمياً عبر الفاكس ب 8 مليون يورو لنادي فيورنتينا الإيطالي، للظفر بخدمات مهاجمه لياليتش، لكنه لم ينتظر طويلاً ليأتيه الرد ساخراً من عرضه: «عزيزي غالياني، بإمكانك إرسال هذا الفاكس إلى وكالة سكودا، ربما سيبيعونك سيارتين أو ثلاثاً». وقريباً من ميلان وبعيداً عن قلبه، يسود حديث في النادي الجار إنتر، ليس عن من نشتري من اللاعبين ومن نبيع؟ وإنما الحديث صار أكبر من ذلك، وعلى نحو: «هل نبيع النادي أم «لا»؟ وبعد مفاوضات طويلة مع ملياردير يسكن بلداً يسكنه الفقر، قرر رئيس إنتر ميلان موراتي، أن يستسلم للعرض المقدم من رجل الأعمال الإندونيسي توهير، ويقبل ببيع نسبة كبيرة أخيراً من أسهم النادي، قد تنتهي ببيعه كاملاً. يقابل جماهير النادي بعدها بكلمات يملؤها الحب والحزن: «الإنتر مثل الطفلة الجميلة، تربيها وتدللها لأعوام، ولكن يأتي الوقت الذي يجب أن تذهب فيه إلى المدرسة، لتتعلم الانضباط».