أوضح الكاتب شتيوي الغيثي أن البعض قد يظنون أن لجوء الأندية إلى الإمارة «فيه نوع من الوجاهة الاجتماعية داخل الإمارة لدى بعض المسؤولين، وهذا فيه كثير من الصحة لدى بعض هذه الأندية، لكن الواقع الذي ربما لا يفهمه البعض ولا يصرح به رؤساء الأندية أن الإمارة تطلب منهم ذلك صراحة في كل فعالية. خصوصاً تلك الأندية التي يتوفر لديها حراك ثقافي أفضل من غيرها، أو إثارة شوشرة فكرية في استضافة مثقف ما. حصل هذا معي شخصياً إذ رُفع اسمي ضيفاً في أحد الأندية، وجاء المنع من الإمارة لسبب وحيد هو أن المحاضرة كانت تدور حول الحداثة في السعودية، وهذا ما لا يتوافق مع فكر الإمارة في تلك المنطقة. أيضاً لدينا مثال آخر هو حادثة نادي القصيم الأدبي، الذي دخّل بعض أفراد الإمارة في الصراع الدائر حول بعض الأسماء المطروحة، الشيء الذي أدى إلى منع الفعالية». وقال الغيثي ل«الحياة»: إن العمل الثقافي في الأندية الأدبية غير مستقل، «سواء بضغط الإمارات نفسها، أو بالبحث عن وجاهة اجتماعية والتقرب من بعض الشخصيات المعتبرة. صحيح أن الأندية مستقلة في لائحة الأندية الأدبية، لكن هذا يبقى صورياً كأي قرار يُتخذ في مؤسساتنا بأشكالها كافة، فما بالك بالمؤسسات الثقافية؟! كثيراً من المرات ألغيت فعاليات من إمارات المناطق، وتحملها رؤساء الأندية بتصريحات إعلامية دبلوماسية، فهل الملام هنا المثقفون أم إمارات المناطق؟». ويرى أن الجهتين «تتحملان جزءاً من هذه المسؤولية في أن المثقفين لم يحافظوا على استقلالية مؤسساتهم التي نصت عليها اللائحة، والإمارات بتدخلاتها التي يزعجها وجود مثقفين يثيرون البلبلة الاجتماعية بآرائهم. كان يجب على المثقفين الابتعاد عن الإمارة كما كان على الإمارة أن تتحجج باستقلاليتها حتى لا يزعجها المناصحون. هنا نكسب أمرين: الأول: أن الإمارة تحافظ على عدم الدخول في صراعات المثقفين لتبقى تدير الأمور من بعيد من دون تدخلات، وتحافظ على مساحة واحدة من أطياف المجتمع. الأمر الآخر هو أن هذا الصراع ينتقل من الإمارة إلى الأندية وليس من المجتمع إلى الإمارة، بحيث تبقى بعيدة عن الإشكالات الكثيرة التي تثيرها الثقافة. ومع لومنا لإمارة المناطق والمثقفين على حد سواء، إلا أن الملام الأكبر هو وزارة الثقافة والإعلام التي لم تستطع تكريس مفهوم الاستقلالية في نفوس المثقفين، فما معنى أن يشرف على انتخابات الأندية مسؤول من مسؤولي الإمارة؟ هنا أول اختراق لمفهوم الاستقلالية التي تدعيها الوزارة، إضافة إلى أنها لم تحمِ المثقفين من أية تدخلات ومنع من إمارات المناطق، ووقفت صامتة صمتاً مخجلاً بوصفها جهة تنفيذية معتبرة تقف بموازاة إمارات المناطق في مسؤوليتها التنفيذية، لذلك تتحمل المسؤولية أكثر من غيرها».