بعد ساعات على إطلاق أربعة صواريخ من جنوب لبنان على شمال فلسطينالمحتلة، شنت طائرة حربية إسرائيلية فجر امس غارة على موقع ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة»، بزعامة أحمد جبريل، الواقعة في منطقة تلال الناعمة على الخط الساحلي الذي يربط بيروتبالجنوب. واستهدفت الموقع بصاروخ سقط في الوادي المحاذي لمواقع الجبهة من دون أن يسفر عن إصابات في صفوف عناصرها داخل أنفاق في الوادي المذكور. وسمع دوي الصاروخ في المنطقة وأحدث حالاً من الخوف والهلع في صفوف المواطنين الذين اعتقدوا للوهلة الأولى حصول انفجار في بلدة الناعمة. وأكد الناطق باسم القيادة العامة أبو عماد رامز مصطفى أن الغارة الإسرائيلية «استهدفت وادي الناعمة ولم تصب المواقع»، لافتاً إلى «عدم وقوع خسائر بشرية». واستغرب في تصريح حصول الغارة على مواقع الجبهة على رغم إعلان كتائب عبدالله عزام مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، معتبراً «أن كتائب عزام ليس عنوانها الناعمة». وإذ أكد «أن إسرائيل تسعى دائماً إلى الفتنة وتهدف من الغارة إيقاع الفتنة بين الفلسطينيين والدولة اللبنانية»، شدد على «الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية». وأشار إلى أن «الرد لا يكون بالطريقة التي يريد استدراجنا إليها العدو الصهيوني بل في المكان والوقت المناسبين». وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان، ان «طائرة حربية تابعة للعدو اطلقت في الرابعة فجراً صاروخاً من عرض البحر باتجاه أنفاق الناعمة التي تتمركز فيها إحدى التنظيمات الفلسطينية، ما تسبب بحفرة عمقها خمسة أمتار من دون تسجيل إصابات. واتخذت قوى الجيش المنتشرة تدابير دفاعية مناسبة». ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشدة القصف الإسرائيلي على الناعمة، وطلب من وزير الخارجية عدنان منصور تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن. واعتبر أن «الخروق على الحدود تعالجها لجنة التحقيق التابعة ل «يونيفيل» وليس بانتهاك السيادة اللبنانية». وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن «سلاح الجو الإسرائيلي استهدف موقعاً إرهابياً واقعاً بين بيروت وصيدا ردّاً على الصواريخ التي أطلقت على شمال إسرائيل»،. وهدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش «بقصف أشد ضد لبنان في حال استمرار إطلاق الصواريخ منه باتجاه إسرائيل». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أهارونوفيتش قوله خلال زيارته موقع سقوط صاروخ أطلق من لبنان أول من أمس في كيبوتس «غيشر هزيف» شمال مدينة نهاريا، إنه «إذا استمر هذا الأمر فإن رد الفعل سيكون أشد بكثير». وأعلن الجيش الإسرائيلي أن تقديراته تشير إلى أن نشطاء من منظمات «الجهاد العالمي» أطلقوا الصواريخ باتجاه إسرائيل،. وقال أهارونوفيتش: «كنا محظوظين أمس (لعدم وقوع إصابات)... لكن الأمور قد تكون مختلفة غداً». وعلمت «الحياة» أن لجنة الكشف والتحقيق العسكرية اللبنانية التي شكلت ليل أول من امس، عثرت على أغطية ساعات التوقيت في مكان إطلاق الصواريخ وعلى المزاحف التي أطلقت بواسطتها، من دون التمكن من العثور على ساعات التوقيت التي يبدو أن قوة وشدة انطلاق الصواريخ قد دفعت بها إلى مكان آخر. وذكر شهود عيان أن الصواريخ أطلقت على دفعتين. «يونيفيل» وأعلنت قيادة «يونيفيل» في بيان ان «النقطة المستهدفة تقع خارج منطقة عمليات يونيفيل.وقال قائدها العام الجنرال باولو سييرا: «أنا على اتصال بكبار قادة القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي»، وأعاد تأكيد «الأهمية البالغة لممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي لجوء إلى القوة، والتعاون مع يونيفيل من أجل تخفيف حدة التوتر».