سيطر مقاتلو «الجيش الحر» على عدد من القرى في حلب شمالاً، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الجيش النظامي، في وقت وجهت منظمة فلسطينية موالية للنظام إنذاراً إلى مقاتلي المعارضة بالخروج من مخيم اليرموك وسط قصف عنيف يتعرض له المخيم. وطالبت منظمة حقوقية بإحالة مجزرة وقعت في حلب الأسبوع الماضي إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة المسؤولين عنها، بعدما تأكد مقتل 61 شخصاً معظمهم أطفال ووجود 21 جثة تحت الأنقاض. وأفادت مصادر فلسطينية أن مسؤولين في «الجبهة الشعبية-القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل أذاعوا من مكبرات الصوت إنذاراً لأهالي ومقاتلي مخيم اليرموك بإخلائه قبل قيام «لجان شعبية فلسطينية» موالية للنظام باقتحام المخيم الذي تعرض لقصف عنيف. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة دارت أمس على أطراف حي برزة وسط «أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين»، فيما سقطت قذيفة هاون خلف المستشفى الفرنسي في منطقة القصاع وأدت إلى أضرار مادية بالتزامن مع مواجهات على أطراف حي جوبر في محاولة لاقتحامه وورود «أنباء عن إعطاب ناقلة جند للقوات النظامية وسقوط قتلى في صفوفها». وواصلت قوات النظام قصف مناطق في بلدة سقبا وأطراف بلدة تلفيتا في أطراف دمشق، إضافة إلى قصفها بالهاون مدينة دوما في الغوطة الشرقية، في وقت تأكد مقتل أربعة مواطنين بقصف تعرضت له مدينة داريا جنوب العاصمة. وبين دمشق وحدود الأردن، فجرت الكتائب المقاتلة سيارة مفخخة عند حاجز نظامي في درعا البلد ووردت «أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية» بحسب «المرصد» الذي أشار إلى أن الطيران الحربي شن غارات على أحياء في درعا ومدينة نوى في الريف، لافتاً إلى مقتل سبعة مواطنين في اشتباكات في حارة البدو، مع معلومات عن سقوط قتلى في صفوف قوات النظام. وفي حمص بوسط البلاد، دارت اشتباكات عنيفة في جورة الشياح، بالتزامن مع قصف للطيران الحربي على المنطقة. كما نفذ الطيران ست غارات على الأقل على بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص، إضافة إلى قصف قلعة الحصن. وقال «المرصد»: «تجدد قصف القوات النظامية على مناطق في أحياء حمص المحاصرة فيما سقطت قذائف هاون على منطقة جامع الحسامي في حي الدبلان». وفي حلب شمالاً، أفادت مصادر المعارضة بارتفاع عدد القرى التي سيطر عليها «الجيش الحر» من ثمانية إلى 13 في ريف حلب، إضافة إلى مقتل 200 عنصر من قوات النظام وموالين بينهم العقيد عبد الكريم مخلوف. وأوضح «المرصد» أن الكتائب المقاتلة سيطرت على قريتي القرباطية والرشادية على طريق خناصر-اثريا في ريف حلب «بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في المنطقة، وأنباء عن مقتل ضابطين من القوات النظامية ووقع خسائر أخرى في صفوفها»، لافتاً إلى أن الطيران الحربي شن غارة على بلدتي دير حافر وبيانون. وعُثر على جثث خمسة مواطنين في بئر في قرية في ريف السفيرة، بعد سيطرة الكتائب المقاتلة عليها بحسب ناشطين. إلى ذلك، أعلن «المرصد» أنه وثق مقتل 61 مواطناً قضوا في مجزرة في حي الكلاسة في حلب إثر غارة جوية في 16 الشهر الجاري، أدت إلى تدمير ثلاثة مبانٍ مأهولة. وقال «المرصد» إن بين القتلى 15 طفلاً وإن 21 جثة لا تزال تحت الأنقاض. وبعدما أشار إلى أن «إعلام النظام اعترف في حينها بأن الطيران الحربي النظامي استهدف حي الكلاسة وأن المنطقة المستهدفة كانت تمركزاً لمجموعات مسلحة»، قال «المرصد» إن المنطقة التي تعرضت للقصف «مبان مدنية وغالبية القتلى من النساء والأطفال». واعتبر أن ما قامت به القوات النظامية «جريمة حرب بكل المقاييس، ونطالب بتحويل ملف هذه المجزرة وعشرات المجازر الأخرى وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، وتقديم الفاعلين إلى القضاء لينالوا عقابهم على ما ارتكبوا من جرائم بحق الشعب السوري». وكان خمسة أشخاص قُتلوا و19 جرحوا في تفجير أثناء حفلة أقامتها فتاة لمناسبة نجاحها في المدرسة في أحد مطاعم حلب. وكان بين القتلى مراسل تلفزيون حكومي. وفيما قال موالون إن الحادث هجوم انتحاري، قال معارضون إنه نجم عن انفجار قنبلة كانت مع أحد الحاضرين. وفي شرق البلاد، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» من طرف، ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومقاتلي «جبهة النصرة» من طرف آخر، في محيط قريتي اليوسفية وكرهوك، التابعتين لمدينة كركي لكي (معبدة)، بينما تعرضت القريتان لقصف بقذائف الهاون، من قبل مقاتلين متشددين. كما استمرت المواجهات بين الطرفين في القرى الواقعة في الريف الغربي لمدينة تل أبيض في الرقة شرقاً.