عزز حزب «الرابطة الإسلامية» الحاكم في باكستان بزعامة رئيس الوزراء نواز شريف سلطته بفوزه ب 5 من 15 مقعداً شملتها انتخابات فرعية اول من أمس، في وقت يشغل 189 من 342 مقعداً في البرلمان، ما يساعده في مواصلة تطبيق إصلاحات لا تلقى شعبية لإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من كساد، ومحاولة بسط هيمنته على البلاد التي تعاني من اضطرابات وعنف. وفاز «حزب الشعب» الذي تولى السلطة طوال 5 سنوات قبل فوز حزب شريف، ب3 مقاعد في الانتخابات الفرعية التي هيمنت عليها مشكلة الفساد. وأجريت الانتخابات التكميلية على مقاعد ألغيت نتائجها في انتخابات 11 أيار (مايو) الماضي، بسبب أعمال عنف او تخلي مرشحين عن مقاعدهم. الى ذلك، قتل جندي باكستاني ومدني وجرح 33 آخرين، في انفجار قنبلة موقوتة تتراوح زنتها بين 8 و10 كيلوغرامات، استهدفت عناصر أمن لدى مغادرتهم مركز اقتراع في منطقة كورانجي بمدينة كراتشي (جنوب). وأفادت محطة «سما» التلفزيونية ان 10 جنود تلقوا عناية طبية بعد الانفجار، فيما نقل 23 جريحاً الى مستشفى، مشيرة الى تفكيك اختصاصيي المتفجرات قنبلة أخرى في موقع الاعتداء. وأعلن اقارب الصحافي الباكستاني حجي عبد الرزاق بلوش الذي فقد قبل 5 شهور في كراتشي، العثور على جثته ملقاة على مشارف المدينة، الى جانب جثة أخرى. وحملت جثة الصحافي آثار تعذيب، وبدت مشوهة لدرجة ان إقاربه اضطروا الى زيارة المشرحة مرات لتأكيد هويته. وشغل عبد الرزاق المتحدر من أثنية البلوش التي يقود مقاتلون منها تمرداً منذ العام 2004 لنيل حكم ذاتي في اقليم بلوشستان (جنوب غرب)، منصب مساعد محرر صحيفة «تاوار» (الصوت) التي تصدر بلغة البلوش، وفقد اثره في آذار (مارس) في مدينة لياري الأكثر تضرراً بالعنف الإثني والسياسي، وعنف العصابات في كراتشي. وأكد وزير الإعلام في اقليم السند، شارجيل ميمون ان «السلطات تحاول جمع معلومات عن القضية»، فيما تقول جماعات لحقوق الإنسان ان مئات اعتقلوا او قتلوا او فقدوا خلال الحملة التي تنفذها القوات الحكومية لقمع تمرد جماعات البلوش. وفي وقت سابق من السنة الحالية، دعت منظمة «مراسلون بلاد حدود» في رسالة وجهتها الى الحكومة الباكستانية الى انهاء «الانتهاكات» التي ترتكبها اجهزة الاستخبارات المتهمة بخطف صحافيين وقتلهم. في اقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند والذي يسوده توتر بين الجانبين منذ مطلع الشهر الجاري وسط تبادل الاتهامات ببدء الأعمال الحربية، قتل جنديان باكستانيان في قطاع راولاكوت عند خط المراقبة. وفيما كرر رئيس الوزراء الباكستاني شريف الدعوات الى ضبط النفس والحوار، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية سيد اكبر الدين: «لا بدّ من مناخ ملائم لمحاورة باكستان، أي مناخ خالٍ من الإرهاب والعنف».