بعرض مدهش لفرقة «دوزان وأوتار» الأردنية الفلسطينية، انطلق مهرجان «وين ع رام الله» الذي تنظمه بلدية المدينة للمرة الخامسة على التوالي. والفعاليات التي تتواصل حتى 30 من الشهر الجاري، في مواقع عدة في المدينة، افتتحت بعرض موسيقي غنائي للفنانة الفلسطينية صابرين كمال، ومن ثم صدحت موسيقى فرقة «دوزان وأوتار» من فلسطين والأردن. وعبّر ندي المنى، مدير الفرقة، في حديث إلى «الحياة»، عن سعادته الغامرة بالعرض في فلسطين. وقال: «ها هو الحلم يتحقق وسعداء بردود الفعل... هذا حلم بالنسبة إلينا، فقد رفضنا من سلطات الاحتلال أكثر من مرة، نقدم الغناء الأصيل بتوزيع جديد يعتمد على ما يمكن تسميته ال «رباعي»، وهو نمط سائد في الغرب، لكنه قد يكون حديثاً في التعامل مع أغنيات عربية من تراث المنطقة، وهو ما قامت به شيرين أبو خضر، مؤسسة الفرقة التي تقيم حالياً في كندا». وكانت أبو خضر، أسست الفرقة عام 2002، ومنذ ذلك الوقت، عملت على تطوير موسيقى الكورال، وإنشاء مشاريع فنية مميزة عبر التعليم والتأليف والتوزيع والتسجيل والإنتاج المسرحي، بالتعاون مع فنانين محليين وعرب وعالميين وشباب موهوبين. وتنقسم المؤسسة إلى ثلاثة أقسام: مغنو دوزان وأوتار، دوزان، وأطفال دوزان. ولا تقتصر الحفلات على الموسيقى والغناء، وإن كان لها السبق بين مجمل عروض «وين ع رام الله»، فهناك عروض مسرحية، وأمسية شعرية، وعرض لمدرسة سيرك فلسطين أيضاً. وأعلنت البلدية وشركاؤها انطلاق المهرجان، في نسخته الخامسة، إذ كانت أطلقته للمرة الأولى في عام 2008، لمناسبة مرور 100 سنة على تأسيس بلدية رام الله. ويتخذ «وين ع رام الله»، من «منا وفينا»، ثيمة وشعاراً له في عام 2013، وهي مجاز يختصر فكرة التركيز على استضافة الفنانين الفلسطينيين في المهرجان أينما كانوا، سواء من يعيش منهم في فلسطين التاريخية أو في المنافي والمهاجر، كخطوة جديدة لتطوير المهرجان، وربط الجمهور الفلسطيني بإبداعات فنانيه الذين لم تسنح لغالبيتهم العظمى فرصة معرفة جزء كبير من إنتاجاتهم، على رغم حضورهم وشهرتهم الطاغية، وعلى مستوى عالمي. ومن أبرز العروض والمشاركات الخارجية لهذه السنة، الفنانة كاميليا جبران المقيمة في فرنسا، والفنان فيكتور غنام المقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية، وفرقة دوزان وأوتار الفلسطينية الأردنية، في حين لم يمنح الاحتلال تصاريح للفنانة أمل كعوش المقيمة والشاعرة الشابة سمر عبد الجابر المقيمتين في لبنان، والشاعر الشاب أحمد يهوى المقيم في الأردن، والشاعرتين كوليت أبو حسين وليلى حوراني وتقيمان في سورية. وأشار رئيس بلدية رام الله، موسى حديد، إلى أن مهرجان «وين ع رام الله»، أكثر من طقس احتفالي سنوي للمدينة، وأعمق من عادة صيفية، وهو أيضاً ساحة المدينة لتلتقي وتنفتح على أسئلتها من خلال ورش العمل، وحلقات الدراسة، وجدل الفنانين والمبدعين والنشطاء حول واقع المدينة ومستقبلها، وهو وسيلة للالتقاء خارج القاعة المغلقة وتقاليدها في الفضاءات المفتوحة للمدينة، وتعميق هذه الفضاءات ومنحها روحاً جديداً. وأضاف: «وين ع رام الله هو الاقتراح الذي نقدمه للذهاب أبعد نحو جمهور أوسع، واهتمامات أعمق، وفضاءات أرحب... وهو اقتراح الشراكات العريضة والمتكاملة بين مختلف المؤسسات والفعاليات الناشطة في حياة المدينة». ويقدم المهرجان عروضه مجاناً، وبدعوة عامة لجميع المواطنين والزوار، وتأتي فكرة الاحتفالية امتداداً لتقاليد المدينة العريقة، واستعادة ذاكرتها ودورها، وهي استكمال معاصر لعادة المدينة في صناعة الفرح، والاحتفاء بالثقافة والفنون، ومزجها بصيف رام الله وحياتها اليومية، وهي امتداد لصيف رام الله الذي لا يزال عابقاً في ذاكرة أهلها ومحبيها منذ مطلع القرن الماضي. وقال حديد: «يأتي المهرجان بعد جهود كبيرة بذلتها اللجنة الفنية له، والتي تشكلت من ائتلاف واسع من الفعاليات الثقافية والفنية المهتمة والمختصة بالشأن الثقافي في المدينة، إضافة إلى أعضاء اللجنة الثقافية والإدارة الثقافية في البلدية»، مشيراً إلى أن عضوية اللجنة ضمت كل من: إبراهيم العطاري، وأميل عشراوي، وإيمان حموري، وخالد عليان، وخالد قطامش، ورمزي أبو رضوان، وطارق العربي، ومحمود أبو هشهش، ونادر جلال، ونسرين نفاع.