«نقش» هو الاسم الذي حمله المشروع الفني الذي يشارك فيه أكثر من أربعين فناناً وفنانة من فلسطين والجولان السوري المحتل، وترجم أخيراً إلى إسطوانة حملت الاسم نفسه، وأطلقت أخيراً في قصر رام الله الثقافي. تضمّ مجموعة «نقش» الفنانين يعقوب حمودة، وشارلي رشماوي، ومحمد نجم، وسامر جرادات، يوسف زايد، وميرا أبو هلال، وإيليني مستكلم، وزاهر رشماوي، وتامر نصار، ونيا جرار، ومحمود عوض، وإبراهيم نجم، وعلاء عزام، إضافة إلى الفرق الموسيقية «عشاق الشيخ إمام» بقيادة بشير الديك، و»يلالان»، و»ع الرصيف»، و»أوان»، و»هوى دافي». تحتوي أسطوانة «نقش» على خمس أغنيات وسبع مقطوعات موسيقية لكل مجموعة واحدة منها، كما يقدم فنانون منفردون مقطوعات وأغنيات خاصة بهم. وتميزت «نقش» التي أشرف على توزيع الموسيقى فيها يعقوب حمودة وشارلي رشماوي، بالدمج المتقن ما بين الموسيقى الشرقية وأنماط متعددة من الموسيقى الغربية، على وقع كلمات تحاكي الوضع الفلسطيني من زوايا مختلفة. ومن أبرز الأغنيات «مش عارف من وين أبدأ»، كلمات وألحان وغناء علاء عزام من حيفا، وتتناول المعاناة الفلسطينية المتواصلة منذ النكبة إلى اليوم. وأعادتنا «نقش» إلى أغنية الذاكرة الجماعية في بلاد الشام مع إعادة توزيع أغنية دريد لحام المشهورة «يا مو»، وهي بالأساس من ألحان الفنان السوري عبد الفتاح سكر، وارتبطت جماهيرياً بشخصية «غوار الطوشة» في «صح النوم». وفي وقت تناولت فيه أغنية «لما يكون» من كلمات إبراهيم نجم وألحان فرقة «يلالان»، تحولت فلسطين إلى «سجن كبير» وصفته المغنية ميرا أبو هلال في أغنية من كلمات أمل كعوش وألحان محمود عوض. واختارت فرقة «عشاق الشيخ إمام»، أغنية «بوتيكات» المشهورة (الشيخ وأحمد فؤاد نجم) التي تنتقد الفساد الذي يعشش الآن في الواقع الفلسطيني. وحول أسطوانة «نقش» التي أنتجها مركز «الشرق والمسرح الراقص» في رام الله، قال مدير المشروع سامر جرادات: «لمعت الفكرة من وحي المثل الشهير «اليد الواحدة لا تصفق»، فجمعنا أكثر من أربعين فناناً وفنانة من فلسطين التاريخية، ينحدرون من مختلف مناطقها، إيماناً بأهمية تجمعهم كموسيقيين، رغم اختلاف تجاربهم ومستوياتهم، وأذواقهم الفنية، بعيداً من الجغرافيا الممزقة والفردانية، ومساهمة منهم في تعزيز ثقافة الإنتاج الفني الجماعي». وأمِل جرادات بإنتاج مزيد من الأسطوانات في السنوات المقبلة، في إطار مشروع «نقش»، الذي يهدف إلى رسم معالم هوية موسيقية فلسطينية جديدة وموحدة، على رغم تباين أنماطها وبنائها ومواضيعها، لتجمع بين الكلاسيكي والحديث، والمحترف والمبتدئ، والنمطي والمعاصر.