قبل أكثر من أربعة عقود كان شارع الخزان في الرياض أحد أرقى شوارع العاصمة السعودية في الستينات والسبعينات. وكانت تنطلق من مسجلات سيارات «الكاديلاك» الفارهة لشبان تلك الحقبة أغنية شعبية ذائعة للفنان الشعبي الراحل بشير حمد شنان.. «في شارع الخزان.. قابلت لي إنسان، فيه الحلا ألوان.. سبحان من صوّر». واللافت اليوم - إن تجولت ببصرك في هذا الشارع الذي يحتضن أقدم تجمع لمحال المستلزمات النسائية - أنك ستلاحظ عودة ملامح الحياة الراقية والنبض التجاري إلى شارع الخزان وما حوله، إثر مشروع كبير لتطوير منطقة الظهيرة (وسط الرياض) تقوم عليه جهات عدة ترأسها الهيئة العليا لتطوير الرياض. (للمزيد) وكانت هيئة السياحة السعودية دعمت إنشاء فندق من فئة الخمس نجوم في برج الخالدية، الذي كان أول ناطحة سحاب في الرياض قبل برجي الفيصلية والمملكة. وكان هذا البرج مخصصاً للطالبات القادمات من المناطق والمحافظات الأخرى للدراسة في الرياض. وتشير روايات بعض الكتاب السعوديين إلى مقر ناديي الهلال والنصر على شارع الخزان، وحال الهوس التي كانت تنتاب أنصار الفريقين قبل وبعد كل مباراة تجمعهما، وعشرات السيارات الفارهة التي كانت تمخر عباب الشارع طوال الوقت قادمة من وإلى الناديين. وكان شارع الخزان شاهداً على تغير كل شيء، حتى الخريطة الغذائية للناس، الذين تعرفوا على أول ظهور ل«الشاورما» و«البروستد» هناك. حتى أن مطعماً ل«الشاورما» لا يزال يستقبل جمهوره حتى اليوم، يعلق على واجهة مدخله، نسخة من عدد قديم من صحيفة سعودية نشرت تقريراً صحافياً يؤكد أنه كان الأول. ويعتبر شهود حال عاصروا أجيالاً مختلفة مرت في شارع الخزان، أن عودة الروح للشارع الذي حلت محل قصوره في الستينات عمائر سكنية من شقق صغيرة منذ التسعينات، تعزى إلى الاهتمام بتطوير منطقة الظهيرة سياحياً، ووقوع الشارع بين مناطق مهمة، مثل قصر الحكم جنوباً، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي شمالاً، وتطوير حديقة الفوطة التي كانت أولى حدائق الرياض.