طلب مني أحد الأصدقاء المُغرمين بأكل فول (الجرة) مرافقته قبل بضعة أيام لأشهر فوال في الرياض (في حي المربع أو الوشم) ومقابل مبنى الجوازات القديم.. والاستمتاع بأكلة الفول الشعبية والشهيرة.. وعندما قلت له ان أشهر فوال في الرياض هو (أبو دحدح في الحلة) قال صديقي دعك من أبي دحدح إن أردت الاستمتاع ب (فول على أُصوله) يضاهي فول (الحلة) إن لم يتفوق عليه (طعماً ونظافةً) اقتنعت بكلام صديقي ورافقته لفوال (؟؟) في المربع.. وبعد أن حاسبنا المعلم عبده ودفعنا له قيمة بخسة لقاء صحنين من فول الجرة اللذيذ وفي مكان نظيف يعج بالمرتادين وتتوسطه لوحة كبيرة وبخط كبير بأنه لا يوجد له فرع آخر في الرياض.. قمنا بالتجول في شارع الخزان.. الذي تغنى فيه المطرب القديم بقوله (في شارع الخزان قابلت لي إنسان) فمررنا بحديقة الفوطة أو (بخشة الفوطة) كما كنا نطلق عليها أيام زمان.. والتي يقع إلى الجنوب منها مبنى مستوصف الفوطة العتيد الذي توشك أركانه أن تتداعى لِقِدَمِه.. والذي راجعه الكثير منا (في الزمن القديم) للعلاج.. وفي خاطري ذكريات تحمل عبق الماضي الجميل وصدى سنينه الحاكي.. ذكرت بعضا منها في سوانح ماضية.. ولعل فرصة تأتي للحديث عن المزيد.. ومن يزور حديقة الفوطة هذه الأيام يلمس الجهد الذي بُذل لتطويرها وتأهيلها للزوار.. والجمال الذي أصبح يسكن كل ركن فيها.. وهو عمل تُشكر عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.. إلا أن (الزين ما يكمل) فمنظر المخلفات التي يرميها مرتادو الحديقة يُشوه ذلك الإنجاز الحضاري الجميل.. وأقترح لمنع ذلك (رمي المخلفات وتوسيخ الحديقة الجميلة) بأن تكون حديقة الفوطة كحديقة سلام (في جنوبالرياض) أي أن يكون لها سور حديدي تتوسطه بوابتان (للدخول والخروج) ويكون الدخول برسم رمزي ولو بخمسة ريالات مثلاً وهي قيمة علبة كولا (وفشار) يقوم من يدخل الحديقة برميها فتتراكم مع مخلفات أخرى لدرجة أن (ضعاف النفوس) يرمون حفائظ أطفالهم المتسخة أعزكم الله.. وبعد جمع الرسوم (خمسة ريالات) وحتى ريالان (فالمجموع مبروك) يكون مرتباً شهرياً لعمال يتولون النظافة والحراسة ومنع كل من يقوم برمي المخلفات والعبث بمحتويات الحديقة (المتعوب عليها) ولنا أيضاً في حديقة الوطن التي يتوسطها برج المياه مثال آخر على جمال الموقع والمكان.. وسر نظافة حديقة الوطن هو ان الدخول بمقابل مادي.. فالكثير من الناس (مواطنون ومقيمون) ليس لديهم وعي ولا يهتمون أو يحافظون (مع الأسف) على أي شيء (بلاش) وأمانة مدينة الرياض والهيئة العليا الموقرتان تحرصان دائماً على إطلاق مسمى المدينة النظيفة على عروس أو عاصمة المدائن مدينة الرياض.. فلتكن الرياضالمدينة النظيفة والجميلة في آن.. فالجمال والنظافة صنوان وشقيقان يُكملان بعضهما بعضا.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.