دافع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس عن سياسته في الحرب على الإرهاب، بالتعاون مع الولاياتالمتحدة التي تستهدف طائراتها من دون طيار عناصر «القاعدة» منذ عام 2002. وكشف تفاصيل جديدة في هذا السياق، منها السعي إلى امتلاك هذه الطائرات، والمشاركة في غرفتي عمليات دولية في جيبوتي والبحرين مخصصتين للتعامل مع تهديدات «القاعدة». جاء كلام هادي في خطاب أمام طلاب كلية الشرطة أمس في صنعاء، غداة اعتذار الحكومة عن الحرب التي شنها نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد الجنوبيين عام 1994، وعن حروبه الست ضد متمردي حركة الحوثي في الشمال، واعتبار تلك الحروب مع الأسباب التي قادت إليها «خطأ تاريخياً لا يجوز تكراره». وأكد هادي مقتل 40 عنصراً من «القاعدة» في الضربات الجوية الأخيرة التي استأنفتها الطائرات الأميركية من دون طيار منذ 27 تموز (يوليو) الماضي. وقال: «بحثت مع الإدارة الأميركية في موضوع مساعدتنا بهذه التكنولوجيا»، مشيراً إلى «أن اليمنيين أذكياء ويستطيعون استيعابها بأسرع وقت»، مبيناً أن هذه التكنولوجيا «دقيقة جدا»، وأوضح أن ضحايا منطقة المعجلة في أبين من المدنيين سقطوا «خطأ صاروخ كروز، وليس بقصف بطائرة جوي». ورد ضمناً على الانتقادات المتزايدة لاستمرار سماحه للطائرات الأميركية بتنفيذ عملياتها في اليمن، باعتبارها «انتهاكاً للسيادة». وقال إن «اتفاقية الحرب على الإرهاب مع الولاياتالمتحدة كانت مباشرة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 عندما ذهب الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى واشنطن ووقع اتفاق شراكة لشن الحرب على الإرهاب فاليمن الدولة الثالثة، بعد أفغانستان وباكستان، في إيواء عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي». وزاد: «أن عمليات الطائرات من دون طيار جزء من ذلك التعاون مع واشنطن وهي تقوم بهذه المهمات منذ عام 2002 بحسب مقتضيات الحاجة». وتابع أن «ذلك التعاون ليس ترفاً بل لأننا لا نملك التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ مثل هذه المهام العسكرية الدقيقة». وكشف هادي أن» اتفاق الشراكة في الحرب ضد الإرهاب كان مصدقاً عليه من قبل مجلس الدفاع الأعلى عام 2001»، وأضاف إن «البعض اليوم يتباكى على السيادة بصورة مستغربة». وتساءل: «ألم تكن الطائرات من دون طيار تضرب في أبين وفي حضرموت وفي مأرب (جنوب وشرق) وفي الكثير من الأماكن، وعندما وصلت إلى بعض المناطق قالوا هذا اختراق للسيادة الوطنية». في إشارة إلى انتقادات جماعة الحوثي بعد الغارات على مناطق صعدة التي تسيطر عليها. وقال: «ليس سراً التعاون في مجال محاربة الإرهاب، فلدينا مشاركة في غرفة عمليات في جيبوتي، ولدينا ضباط مشاركون في غرفة عمليات في البحرين على مستوى عسكري دولي لملاحقة ومكافحة ومراقبة الإرهابيين». من جهة أخرى، أكد هادي أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية «كانت المخرج الآمن، بعد أحداث 2011، لجميع القوى السياسية التي كانت متخاصمة، ومتمترسة بعد أن عجز أي منها عن الحسم»، وقال: «لذلك ذهب الجميع إلى الرياض لتوقيع المبادرة الخليجية، برعاية كريمة من عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود». وأوضح أن «الكثير من الأسئلة كانت تطرح حينها، ومن بينها هل بمقدور اليمن النجاح في محاربة القاعدة وهزيمته، وتشكيل حكومة، ولجنة عسكرية، وهل ستنفذ بنود المبادرة الخليجية، وتنتهي المتاريس والحرب في مربعات العاصمة صنعاء، وفتح الطرق، وعودة الوقود والكهرباء. وتمت الإجابة على تلك الأسئلة، وتحققت الغايات المطلوبة، وتمت هزيمة تنظيم القاعدة، حيث كانت الطائرات الحربية اليمنية تقوم بمئة طلعة في اليوم الواحد، وفرت فلولهم بالمئات إلى الجانب الآخر من البحر باتجاه القرن الأفريقي». وانتقد إجراءات الحكومات الغربية الأخيرة بإغلاق سفاراتها وإجلاء رعاياها وقال: «إن اجتماع عدد من القادة الإرهابيين في محافظة مأرب الذي جرت خلاله اتصالات بين الظواهري والوحيشي (الزعيم العالمي للتنظيم والزعيم المحلي في اليمن) كانا سبباً لفم مغلوط أدى إلى ذلك إعلان الإجراء الاحترازي في قفل السفارات ولقد اتضحت الصورة ولم يكن هناك مخاوف على مستوى كبير كما كان مقصوداً في كلام المدعو الوحيشي».