تجهد الأجهزة الأمنية اللبنانية لاستباق أي احتمال لحادث أمني قد يعرض البلاد لأي نكسة على غرار انفجار الرويس الذي مضى على حصوله أسبوع، فتكثف اجتماعاتها التقويمية للإجراءات المتخذة في بيروت وضاحيتها الجنوبية، في ظل «الإجازة الصيفية» التي يمضيها أكثر من مسؤول سياسي خارج البلاد، وتستبق في صيدا صلاة الجمعة بالتذكير «بمنع المسيرات على مختلف أنواعها وعدم قطع الطرق الرئيسة، لا سيما الطريق الساحلي الذي يربط صيدا بالجنوب». وإذا كان الجيش ثبت أكثر من حاجز على مداخل الضاحية الجنوبية للتدقيق في السيارات العابرة إلى أحيائها، فإن عناصر الانضباط من «حزب الله» سبقوه إلى إقامة الحواجز على بعد عشرات الأمتار من حواجزه. وتراجعت الحواجز التي كان يقيمها عناصر من حركة «أمل» في محيط تواجدهم. وحرص عناصر من «حزب الله» بلباس مدني وشارات صفر على سواعدهم، على التدقيق في ركاب سيارات الفان، حيث تجري المناداة على من هم سوريون أو فلسطينيون والطلب منهم مغادرة الفان، الذي يتابع سيره بالركاب اللبنانيين، ليدقق العناصر بعدها في هويات مَن أنزلوهم منه. وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش أن إجراءات الجيش في بيروت وضواحيها «شملت تركيز نقاط مراقبة وإقامة حواجز تفتيش وتسيير دوريات راجلة ومؤللة لتثبيت الأمن والاستقرار وضبط أي أعمال مشبوهة». وغروب امس، داهمت عناصر من جهاز الامن العام شققاً في محيط منزل الرئيس سليم الحص في عائشة بكار، بناء لاستنابات قضائية. ضبط شاحنة محملة صواريخ وتمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من ضبط شاحنة في رأس بعلبك محملة ب10 صواريخ غراد موزعة في مخابئ سرية. وافادت مصادر امنية ان الصواريخ احضرت بواسطة شاحنة اخرى من سورية الى لبنان وعلى طريق البقاع نقلت الى شاحنة اخرى لم تكن تحوي شيئاً، وكانت موضع مراقبة من الفرع. واوقف سائقها وهو لبناني من وادي خالد ويجري التحقيق معه. ورأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نحيب ميقاتي، الذي غادر لاحقاً إلى أوروبا، اجتماعاً أمنياً في السراي الكبيرة شارك فيه وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص ورئيس شعبة المعلومات العقيد عماد عثمان، وجرى عرض للأوضاع الأمنية في البلاد والإجراءات المتخذة. وفي صيدا، رأس محافظ لبنان الجنوبي نقولا أبو ضاهر اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في مكتبه، بحضور النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج ورؤساء الأجهزة الأمنية. وأكد المجتمعون في بيان «وجوب تكثيف وتعزيز الإجراءات والتدابير الأمنية القائمة بغية تثبيت الأمن ومنع أي أحداث يمكن أن تشكل خرقاً للأجواء الهادئة التي تنعم بها منطقة الجنوب»، مذكرين بقرارات المجلس السابقة والقاضية «بمنع المسيرات على مختلف أنواعها وعدم قطع الطرق الرئيسية، لا سيما الطريق الساحلي الذي يربط صيدا بسائر المدن اللبنانية، ومنع تعليق اللافتات التي من شأنها إثارة التحديات والنعرات الطائفية والمذهبية». كما ذكروا البلديات ب «وجوب ممارسة دورها الرقابي في سبيل تفعيل الأمن الوقائي». وشددوا على «منع إطلاق الأسهم والمفرقعات النارية ومنع الدراجات النارية ضمن صيدا وبلدات: مغدوشة، المية ومية، درب السيم، عين الدلب، القريّة، الهلالية، عبرا، البرامية، بقسطا، الصالحية، مجدليون، زغدرايا وحارة صيدا». وناشدوا «الأفرقاء السياسيين كافة وجوب تجنب اللغة الطائفية والمذهبية لتجنب الصدامات». باب التبانة والعمال السوريون وكانت طرابلس شهدت حركة لافتة أمس، إذ أقدم عدد من الشبان من باب التبانة، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، وبعد مشاهد المجازر المرتكبة في منطقة الغوطة في ريف دمشق، بالطلب من العمال السوريين الذين يعملون في سوق الخضار ب «مغادرة المنطقة والعودة إلى بلادهم للدفاع عن الأطفال في سورية بدل اللجوء إلى لبنان والعمل فيه».