لا تزال مداخل ضاحية بيروت الجنوبية تعاني من زحمة سير خانقة امتدت امس، الى مطار رفيق الحريري الدولي بسبب حواجز التدقيق التي يقيمها «حزب الله» وحركة «امل» للسيارات العابرة الى أحياء الضاحية، على خلفية انفجار الرويس الخميس الماضي، في وقت تتواصل عملية رفع الأنقاض في موقع الانفجار تمهيداً لبدء اعمال الترميم في الابنية والمحال. وباشر عناصر من الجيش اللبناني عملية مسح للأضرار باسم «الهيئة العليا للاغاثة». وبالموازاة باشرت مؤسسة «جهاد البناء» (حزب الله) مسحاً مماثلاً وعلقت سقالات على الابنية تمهيداً للتصليح. وأعلنت امس «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان أن عملية تصليح الأضرار التي لحقت بالمنطقة بدأت بعد ساعات قليلة من وقوع الانفجار وجرى عزل الشبكة المتضررة وإعادة التيار إلى المناطق المجاورة وفي اليوم التالي أُصلح المحول ومُدّت شبكة جديدة للتوتر المخفوض. واستأنفت الاثنين الفرق الفنية تصليح الأعطال في الغرف الكهربائية للمباني المتضررة على أن تُستكمل التصليحات خلال اليومين المقبلين. وعقد قائد الجيش العماد جان قهوجي اجتماعاً مع اركان القيادة وقادة الاجهزة والوحدات الكبرى في قيادة الجيش وضعهم خلاله في صورة التطورات وأعطى توجيهاته وتعليماته للمباشرة فوراً بتكثيف الإجراءات الامنية وتعزيز انتشار القوى العسكرية لضبط الامن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية. ولا يزال سكان المنطقة المنكوبة يعيشون وطأة كابوس الخميس الماضي. ويتبادل الناجون والجرحى ومن ساهم في اغاثة المصابين الروايات عن اللحظات التي سبقت الموت المفاجئ وعن النيران التي حاصرتهم وبعضهم قضى احتراقاً او اختناقاً وبعضهم نجا باستخدامه الهاتف الخليوي لطمأنة الاهل وطلب تكسير جدران خلفية بعدما سدت النيران الأبواب او طلب تزويده بأي نوع من الطفايات في محاولة لإخماد النار وكيف هرع شبان الحي الى المساعدة بما تيسر من امكانات. واذا كان الطوق الامني منع سكان الأبنية المتضررة من الدخول الى الموقع، فإن سكان ابنية قريبة منه لا يزالون خارج منازلهم خوفاً من اعتداءات جديدة. صواريخ الهرمل وفي السياق، وبعد ايام على اطلاق صواريخ غراد على منطقة الهرمل (شمال شرقي لبنان) الاحد الماضي من الجانب السوري، اعلنت مجموعة مسلحة تسمي نفسها «سرايا مروان حديد» مسؤوليتها عن الحادث، معتبرة انها استهدفت «معاقل حزب الله في منطقة تعتبر إمداداً للحزب لقتل أهلنا في حمص والقصير»، وفق بيان بث على موقع «يو تيوب»، مؤكدة انها ستواصل «استهداف حزب الله في سورية ولبنان حتى تتوقف اعتداءاتهم على أهلنا في سورية ويسحبوا جميع عناصرهم منها». وبثت الصفحة على موقع «يوتيوب» مقطع فيديو يظهر مسلحين ملثمين يطلقون ثلاثة صواريخ على الهرمل. و«مروان حديد» هو أحد قادة العمل المسلح في تنظيم «الإخوان المسلمين» في سورية. وفي المواقف، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسين الموسوي انه «يعز علينا أن نضطر في آن معاً للتصدي للعدوان الإسرائيلي اليومي على لبنان وللسيارات المفخخة وللاستهداف الجاهلي للمقاومة ودماء شهدائها المدافعين عن تاريخ الأمة وحاضرها ومصير أجيالها»، معتبراً «ان محاولات تشويه دور حزب الله لن تنجح إلا عند الحمقى الذين ينعقون مع كل ناعق». في المقابل، انتقد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية انطوان زهرا «الامن الذاتي الذي هو استهانة بالمواطنين والدولة التي يجب ان تحمي المواطنين». وقال: ««الامن الذاتي أخطر مرحلة يمكن ان يصل اليها بلد على حافة الانهيار الذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله». وذكر في حديث اذاعي السيد حسن نصر الله بأن الحزب لم يتعرض لأي تهديدات إلا بعد انخراطه في الحرب السورية. التحقيق في اعتداء عبرا وعلى صعيد الاعتداء على الجيش في عبرا، استدعت مخابرات الجيش في الجنوب كلاً من علاء الصالح وعثمان حنيني وعاصم العارفي وهم مشايخ، إلى مركزها في ثكنة محمد زغيب في صيدا واستمعت إلى أقوالهم وتركت الصالح وحنيني وأبقت على العارفي موقوفاً وتم نقله إلى مديرية المخابرات في اليرزة لمواصلة التحقيق معه على خلفية مشاركته في الاعتداء على الجيش، وهو ما تبين من خلال التحقيقات التي أجريت مع موقوفين.