واجهت مسرحية «السفر برلك»، التي قدمتها «ثقافة وفنون» المدينةالمنورة ضمن فعاليات مهرجان الطائف مسرح الشباب في دورته الثانية المقام حالياً في محافظة الطائف، حزمة من الانتقادات ركزت على القصور في المسرحية، التي اكتفت - في رأي المنتقدين - بالقشور واتجهت «إلى السطحية دون غوص في أعماق حقبة تاريخية لسكان المدينةالمنورة». كما اتُّهمت المسرحية بإيجاد نوع من الخلط غير المفهوم. ووجه الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي، في قراءته النقدية للعرض المسرحي، سهامه النقدية إلى فكرة النص، وقال: من خلال الجانب التحليلي للمسرحية نرى أن نطق الاسم «السفر برلك» يحيطه نوع من الغموض لدى المتلقي العادي، ويعد اختيار المفردات متكلفاً وصعباً من الناحية اللغوية»، مضيفاً أن المخرج لم يوفق في تعميق البعد والحدث بالصورة الصحيحة. ووقع أيضاً في شراك المؤلف فهد الأسمر الذي تسبب في توريطه. فيما قال الممثل والمخرج المسرحي سامي الزهراني: إن «السفر برلك فارغة من الروح»، مشيراً إلى أن العرض «افتقد وظيفة الدراما تورج المعمول بها في دول أميركا وأوروبا، بيد أن العالم العربي ما زال يفتقدها رغم أهميتها، فهي التي تربط بين المؤلف والمخرج وتحافظ على روح وفهم النص بتفسيراته كافة»، مضيفاً أن المسرحية قدمت عرضاً كشف قصوراً في البحث في تاريخ الحقبة الزمنية لسكان المدينة. وقال زكريا المومني: عند قراءة المسرحية نقدياً نرى وجود خامات تستحق أن تسمى مسرحية، بينما المخرج قدم بعض المنهجيات المختلفة ولم يقدم أدق التفاصيل التي تهم المشاهدين، وكان النص على الخشبة متميزاً، والحقيقة أن هناك متعة بصرية بيد أنها لم تكتمل». وأوضح المخرج المسرحي مساعد الزهراني أن المسرحية في مجملها «تحكي مأساة السفر قبل مائة عام في المدينةالمنورة، حينما قام الحكم العثماني بطرد وتهجير الأهالي، ولم يبق غير القليل منهم»، مشيراً إلى أن مخرج المسرحية بادي التميمي «انطلق بمجموعة تقاطعات مبهمة ومطولة في حركة المجاميع، تسير بمستوى واحد من الرتابة في الأداء الحزين، وهذا يبعث الملل في المتلقي. أما الممثلون فكان لديهم نقاط جيدة، ومع الأسف قتلها المخرج الذي لم يراع التنوع في الأداء».