يحتشد أطفال وشبان في سوق السمك المركزية في محافظة القطيف (شرق السعودية)، مع انطلاقة موسم صيد الروبيان (القريدس) من كل سنة، للعمل في مهنة موسمية تستمر نحو ثلاثة أشهر وهي تقشير الروبيان، وتكون على فترتين صباحية ومسائية. ويراوح الدخل اليومي للفرد بين 16 و53 دولاراً، ويُحتسب مبلغ التقشير بناءً على سعر «المن»، وهي وحدة القياس الرسمية في هذه السوق وتساوي 16 كيلوغراماً، فيما تتفاوت أسعار التقشير بين 8 و12 دولاراً وفق الحجم ونوعية التقشير. وتشهد السوق تنافساً حاداً، خصوصاً أن بعض «المتمرسين» في هذه المهنة أكدوا في حديثهم ل «الحياة» أن «صغار السن يخفضون الأسعار، وهو الأمر الذي يدفع العديد من الزبائن إلى البحث عنهم». ويقول عباس الموسى إن «العمل في السوق له متعة خاصة وفوائد مادية جيدة مقارنة بالفترة التي نمضيها فيه»، مشيراً إلى أن «أكثر العاملين في تقشير الروبيان هم موظفون أو يشتغلون في وظيفة أخرى، ويحضرون بحسب أوقات فراغهم في الموسم». ويؤكد أن هناك تنافساً حقيقياً بين المقشّرين. ويلفت سعيد علي إلى أن «صغار السن أجبرونا على خفض التسعيرة»، موضحاً أن «كثيراً من الزبائن يلجأون اليهم لرخص أسعارهم». ويستعين البعض بصغار السن لتشجيعهم على العمل ومساعدة أهلهم في تدبير أمورهم وزيادة دخلهم. غير أن عبدالله الشماسي يرى أن «الاستعانة بالأطفال انتهاك صارخ لحقوقهم، وهذا مؤشر لتدني مستوى حماية الأطفال، على رغم علمي ويقيني أن كثراً منهم جاؤوا لمساعدة أهلهم خصوصاً في شهر رمضان، وهذا أمر من المفترض أن تلاحظه الجهات الخيرية». ويقول محمد عبدرب الشهيد (13 سنة)، إنه يعمل في السوق منذ 3 سنوات «لكسب العيش، وتوفير مبلغ لشراء بعض المستلزمات الخاصة به، التي يجدها عند أقرانه باستمرار».