بسط «الجيش الوطني الليبي» سيطرته على معظم أنحاء مدينة بنغازي، بعد طرد الميليشيات المسلحة من غالبية الأحياء التي كانت تتحصن فيها. وبثت قناة «العربية» أن «الجيش الوطني» سيطر على عدة محاور منذ دخوله عبر منطقة بنينا شرق بنغازي والتي شهدت معارك طاحنة بين الجيش المدعوم من شباب المناطق من جهة وميليشيات «أنصار الشريعة» و «مجلس ثوار بنغازي» من جهة أخرى. وبعد معارك عنيفة مع المتطرفين، تقدم «الجيش» ليسيطر على مقر كتيبة «17 فبراير» وشارع جمال عبدالناصر ومناطق سيدي حسين والسلماني والماجوري، وسط ترحيب من الأهالي مع استمرار الاشتباكات في منطقتي راس عبيده والصابري، حيث اختبأ المسلحون وسط المباني السكنية، ما دفع الجيش إلى الانسحاب ومناشدة المدنيين إخلاء منازلهم لمتابعة القتال. وترددت أنباء عن تجدد الاشتباكات في محيط جامعة بنغازي، ليتقدم الجيش بعدها غرباً ويطرد المتطرفين من منطقتي القوارشة وقار يونس ثم إلى طريق طرابلس. في غضون ذلك، قال مدير مطار الأبرق أبو بكر العبيدي أمس، إن إطلاق صواريخ أجبر السلطات على إغلاق المطار الذي يمثل الباب الرئيسي إلى شرق ليبيا الخاضع لسيطرة الحكومة. وما زال مطار بنغازي مغلقاً منذ أيار (مايو) الماضي، ما يعني أن إغلاق مطار الأبرق سيجعل شرق البلاد معتمداً فقط على مطار في طبرق، حيث مقر مجلس النواب. وفي سياق متصل، قال الزعيم السابق لحركة احتجاج في شرق ليبيا إبراهيم الجضران، إنه رفض عرضاً في آب (أغسطس) الماضي، للانضمام إلى جماعات «فجر ليبيا» المسلحة التي تقاتل ضد حكومة عبد الله الثني المعترف بها دولياً. وأوضح الجضران أن قادة «فجر ليبيا» عرضوا عليه مالاً وسلطات في مقابل توليهم السيطرة على الموانئ، مؤكداً أنه يفضل سجنه إلى جوار عبد الله السنوسي الرئيس السابق للاستخبارات السابق في عهد القذافي، على التعامل مع هؤلاء واقتسام السلطة معهم. ويُعتبر ولاء الجضران للحكومة حيوياً لضمان استمرار تشغيل 3 موانئ تصدّر ما لا يقل عن 500 ألف برميل نفط يومياً في شرق ليبيا. على الصعيد الديبلوماسي، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برنادينو ليون عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة أمس، إنه يسعى إلى اتفاق سياسي يؤدي إلى حل للأزمة الليبية وليس مجرد «حوار من أجل الحوار». وتوقع التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع، وأضاف أن «الميليشيات موجودة على الأرض، ولا بُد أن نتفق معها، ونحتاج لمساعدة كل الأطراف». والتقى رئيس البرلمان الجزائري محمد العربي مساء أول من أمس، في العاصمة الجزائرية، نظيره الليبي عقيلة صالح، فيما تسعى الجزائر إلى عقد مؤتمر حوار وطني ليبي يجمع كل الفرقاء، كان مقرراً نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لكنه تأجل.