تنتخب المناطق الانفصالية الموالية لروسيا شرق أوكرانيا اليوم برلمانها ورئيسها في اقتراع تدعمه موسكو بخلاف كييف والبلدان الغربية التي وجهت تحذيرات حول زيادته تعقيدات عملية السلام وسط نزاع مستمر منذ أكثر من 6 أشهر. وفي اتصال هاتفي، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بمشاركة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره الأوكراني بيترو بوروشنكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عدم الاعتراف بالانتخابات. وشدد بوروشينكو على أن الانتخابات «محاولة من موسكو لتوتير كييف، بعدما لم تحصل على ما تريده من أوكرانيا سواء على صعيد الولاء السياسي أو الاستسلام العلني». ووصفت برناديت ميهان، الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الانتخابات بأنها «غير شرعية، تنتهك دستور أوكرانيا وقوانينها، إضافة إلى اتفاق وقف النار الذي وقعته كييف مع الانفصاليين في مينسك في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي». أما الكرملين فاكتفى بإعلان تأييده إجراء حوار دائم بين سلطات أوكرانيا وممثلي منطقتي دونيتسك ولوغانسك، «ما سيسهم في استقرار الوضع بالكامل». وقال رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية» ألكسندر زخاراتشنكو الواثق من الفوز: «ستسمح الانتخابات بتشكيل حكومة شرعية»، وتثبيت ايغور بلوتنيتسكي رئيساً لجمهورية لوغانسك الشعبية». وأجريت الحملة الانتخابية بالحدّ الأدنى في دونيتسك، حيث اقتصرت على ملصقات للمرشح زاخارتشنكو في الشوارع. ويدافع جميع المرشحين عن الاستقلال عن أوكرانيا والتقارب مع روسيا. ولم يعرف العدد الدقيق للناخبين، إذ غادر المنطقة بسبب المعارك عدد كبير من الناخبين الخمسة ملايين المسجلين على لوائح الاقتراع، فيما أعلنت السلطات الانفصالية في دونيتسك إمكان التصويت عبر الإنترنت، ومنحت حق التصويت بدءاً من سن ال 16، مع إمكان تصويت متطوعين أجانب يتألفون من عدد كبير من الروس وبعض الأوروبيين الذين توافدوا للقتال إلى جانب المتمردين. ولن يصل أي مراقب من المنظمات الدولية، في حين أعلن نواب روس أنهم سيأتون لمراقبة الاقتراع. ميدانياً، قتل 6 جنود أوكرانيين وجرح 10 آخرون في الساعات ال24 الأخيرة في شرق البلاد، فيما نشرت الأممالمتحدة حصيلة جديدة للنزاع، وحددت عدد القتلى ب 4035 بينهم 300 في الأيام العشرة الأخيرة ما يؤكد هشاشة اتفاق وقف النار. كما أشارت إلى فرار أكثر من 930 ألف شخص من منازلهم. على صعيد آخر، انتقدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تزايد الطلعات الجوية للمقاتلات والقاذفات الروسية البعيدة المدى التي تثير مخاوف أمنية في أوروبا، مؤكدة أنها تراقب هذا النشاط عن كثب. وأشار الناطق باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي إلى أن طائرات روسية نفذت طلعات جوية جديدة فوق بحر البلطيق وبحر الشمال والمحيط الأطلسي أول من أمس، فيما كان الحلف وصف الطلعات بأنها «زيادة غير معهودة لسلاح الجو الروسي»، معتبراً أنها «غير مفيدة للوضع الأمني في أوروبا، كما قد يشكل خطراً محتملاً على الطيران المدني».