نفت جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة في شريط فيديو أي وقف للنار مع السلطات النيجيرية، واصفة ما أعلنته الحكومة في هذا الصدد بأنه «أكاذيب». إلى ذلك، أكد زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو في الشريط أن التلميذات ال219 اللواتي خطفتهنّ «بوكو حرام» من مدرستهن في شيبوك (شمال شرق) اعتنقن جميعاً الإسلام وزُوّجن، كاشفاً أيضاً أن الجماعة تحتجز رهينة ألمانياً، يعمل مدرباً في أحد المراكز، خُطِف في 16 تموز (يوليو) الماضي في ولاية أداماوا (شمال شرق). وكان الجيش والرئاسة النيجيريان أعلنا منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي التوصل إلى وقفٍ للنار مع «بوكو حرام»، يلحظ خصوصاً إطلاق التلميذات المخطوفات. لكن المواجهات لم تتوقف، ونُفّذت عمليات خطف جديدة قبل أيام في شمال شرقي نيجيريا الذي يشكّل معقلاً للتمرّد الإسلامي الذي أسفر عن 10 آلاف قتيل في السنوات الخمس الأخيرة. ومنذ البداية، كان التعامل مع إعلان وقف النار حَذِراً جداً، إذ إن «بوكو حرام» تمثلت في المفاوضات التي أدت إليه، بشخص يجهله الجميع يدعى دنلادي أحمدو. وتؤكد الحكومة النيجيرية أن مفاوضات لا تزال جارية مع المتمردين في تشاد المجاورة. واللافت أن شيكاو أكد في شريط الفيديو أنه لا يعرف أحمدو، وقال: «لم نوقّع وقفاً للنار مع أحد. لم نتفاوض مع أحد، إنها كذبة». وزاد: «لن نتفاوض، ما مصلحتنا في التفاوض؟ الله أوصانا بعدم فعل ذلك». ولم يتوافر ما يسمح بتحديد مكان تصوير الشريط أو تاريخه، ويبدو فيه شيكاو مرتدياً الزي العسكري مع شريط أسود يلف جبهته، وبدت حوله 4 شاحنات عسكرية مزوّدة مدافع مضادة للطائرات و15 مقاتلاً مسلحاً. ويتحدّث شيكاو 12 دقيقة وخلفه مقاتلان يرفعان علمين أسودين. وهي المرة الأولى منذ أكثر من خمسة أشهر يتناول فيها مصير التلميذات اللواتي خطفن في 14 نيسان (أبريل) الماضي. وأفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير نُشر قبل أيام أن «بوكو حرام» تحتجز أكثر من 500 امرأة وفتاة، لافتة إلى أن الزيجات القسرية شائعة في معسكرات الإسلاميين المتشددين.