تراجعت التوقعات بإجراء تعديل وزاري كبير في السودان قريباً يطيح «الحرس القديم» ويفتح الباب أمام إصلاح سياسي لمعالجة أزمات البلاد. ويواجه حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم صعوبات في إقناع معارضين للاشتراك في تشكيلة حكومية ائتلافية، وضغوطاً من شركائه الحاليين لزيادة نصيبهم من «كعكة السلطة». وتحدثت مصادر عن أن الرئيس عمر البشير، وبعد ضغوط «الحرس القديم، فضل عدم خوض تجربة «الحكومة الائتلافية مع معارضين» وانتظار اتضاح الصورة في دول مجاورة خصوصاً في مصر. وعلمت «الحياة» أن الرئاسة، التي كان من المقرر أن تعلن تعديلاً وزارياً كبيراً عقب عطلة عيد الفطر، أرجأت الخطوة بعدما واجهت صوبات مع قيادات الحزب الحاكم ورموز «الحرس القديم» الذي استمر في السلطة اكثر من عقدين بالتنحي وإحلال وجوه جديدة، ما دفعها إلى التريث بدلاً من إجراء تغيير محدود وتبادل في الحقائب الوزارية كان سيؤدي إلى إحباط الرأي العام. وقال مسؤول في الحزب الحاكم ل «الحياة»، إن «الاتصالات الأولية مع قوى وشخصيات معارضة لإشراكها في السلطة لم تكن مشجعة بسبب تمسك المعارضين بحكومة انتقالية وبرنامج مرحلي، واعتبرها محاولة من المعارضة لتصفية حزبه وإقصائه من الحكم بطريقة سلسة. وبدأ شركاء الحزب الحاكم في السلطة ممارسة ضغوط عليه لزيادة حصصهم في الحكم. وقال زعيم الحزب «الاتحادي الديموقراطي» محمد عثمان الميرغني قبل يومين أن المشاركة في الحكم رمزية وقابلة للمراجعة وهي ليست مقدسة. ويتحرك ناشطون في الحزب مناهضون للبقاء في السلطة لتشكيل مجموعات ضغط حزبية للانسحاب من الحكم حتى لا تُحسب عليهم أخطاء وفشل الحكم، كما يرون أن الحزب الحاكم لا يشرك حزبهم في اتخاذ القرارات وإدارة شأن الدولة. ولوح حزب «مؤتمر البجا» في شرق السودان بالانسحاب من الحكومة وفض الشراكة مع الحزب الحاكم، بدعوى عدم التزامه تنفيذ اتفاق شرق السودان التي مضى على توقيعه أكثر من ستة أعوام. وقال المسؤول السياسي للحزب صلاح باركوين، إن الحزب الحاكم غير جاد في معالجة القضايا العالقة من اتفاق الشرق، موضحاً أن «الشرق بات أسوأ حالاً مما كان عليه في السابق، وهذا يعني أن الاتفاق لم ينعكس على حياة المواطنين، ما أضعف موقف الحزب في الإقليم». وأضاف ان «الحزب الذي يشارك في الحكومة، سيواجه خيار الخروج من السلطة إذا عجز عن تقديم ما يفيد المواطنين». لكن رئيسة حزب «المنبر الديموقراطي لشرق السودان» آمال إبراهيم، ترى أن حزب «مؤتمر البجا» يبحث عن مصالحه الحزبية، وتنفي أن تكون منطلقاته من التلويح بالانسحاب من السلطة قضايا شرق السودان، إنما تحسين صورته أمام أنصاره والقوى السياسية المعارضة، وحصد المزيد من المواقع السياسية خصوصاً مع اقتراب موعد إجراء تعديل وزاري. وفي السياق ذاته، أعلن حزب «الأسود الحرة» برئاسة وزير الدولة للثروة الحيوانية مبروك مبارك سليم انه سيدفع باتجاه أي مبادرة للتغيير وسيكون من لاعبيها الأساسيين لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.