وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب ردوغان فض قوات الأمن المصرية لاعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ب "المجزرة" بحق المدافعين عن الديموقراطية، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع "سريعاً" لبحث الوضع في مصر. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة قبيل توجهه إلى تركمانستان في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، إنه شاهد بالأمس "مجزرة ترتكب بحق المصريين الذين خرجوا للدفاع عن حقوقهم الديموقراطية"، وأوضح أنه "لن يسكت على الظلم، وسيواصل التصريح بالحقائق التي يؤمن بها". وأكد أردوغان أن المصريين المؤمنين بالشهادة والذين خرجوا إلى الشوارع، سيحصلون على حقوقهم الديموقراطية عاجلاً أو آجلاً، داعياً الغرب إلى تفهم هؤلاء المصريين، وإلاّ فإن "الديموقراطية ستفقد مصداقيتها في العالم ما لم يتصرف الغرب في هذا الشأن بصدق وأمانة". ورداً على الاتهامات لتركيا بالتدخل في الشأن الداخلي العربي والمصري، سأل أردوغان "لماذا طلبتم مساعدة تركيا في الأزمة السورية؟ ألم تكن سورية عربية؟ مصر دولة جارة، ولدينا صلات ثقافية وحضارية معها". وانتقد من يحاول أن يسوق قتل الجيش والشرطة للمواطنين العزل في الميادين على أنه شأن داخلي، معتبر|ً أن الديموقراطية "تلقت ضربة قاتلة في مصر نتج عنها احتضار الإنسانية". ووجه أردوغان كلمة لمن وصفهم "الانقلابيين" في مصر، قائلاً "الدنيا لم تبق للفراعنة الذين ظنوا أنهم اصحاب قدرة وجبروت، عاجلاً أم آجلاً فإن موسى سيخرج يوماً لمحاسبتكم على ظلمكم". وشدد أردوغان على أن الأزمة في مصر وصلت إلى مستوى "أصبح فيه الصامتون على تلك الجرائم من قتل للنساء والأطفال الأبرياء، شركاء في الجريمة". وأشاد أردوغان بالمعتصمين في مصر من أنصار مرسي الذين "قدموا للعالم درساً ومثالاً يحتذى به في المقاومة السلمية، حيث واجهوا الرصاص المنهمر عليهم بالابتسامات والعبادة". ودعا أردوغان مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع "سريعاً" لبحث الوضع في مصر، معتبراً ان على جميع الدول الاعضاء أن تعطي الضوء الاخضر لمثل هذا الاجتماع، وأن تتحمّل مسؤولياتهم التاريخية، وإلاّ "كان حسابهم أمام التاريخ عسيراً". كما دعا الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى شجب ما يحدث في مصر وعدم غض الطرف عما يفعله "الانقلابيون" هناك، والعمل على وقف المجارز المستمرة. وقال أردوغان "يجب محاكمة المسؤولين عن تلك المجازر بشكل عادل وشفاف، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين الذين ألقي القبض عليهم منذ 30 يونيو/حزيران الماضي، وعلى رأسهم الرئيس المصري محمد مرسي". وفي سياق آخر، أوضح اردوغان أن الطيارين التركيين المختطفين في لبنان، في حالة جيدة، بحسب المعلومات التي وصلته أمس، مؤكداً مواصلة الاتصالات من أجل حل المشكلة في أسرع وقت. وحول سؤال عن زيارة زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو المعارض إلى العراق ولقائه برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال أردوغان "يبدو أن المالكي يرى في كليتشدار أوغلو ممثلا لتركيا، وأنا اقول لهما، اجتمعا وناقشا ما شئتما".