سُرِّبت أسماء لوزراء محتملين في حكومة الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، تؤشر إلى أن الأخير لم يذعن لضغوط التيار الأصولي بإبعاد الإصلاحيين، واستند في تشكيلته إلى الكفاءة والخبرة والاعتدال، إذ تضمّنت القائمة وزراء سابقين في حكومات الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. ودعا مرشد الجمهورية علي خامنئي إلى مساندة الرئيس المنتخب ليطبّق برامجه، منبّهاً إلى ضرورة الامتناع عن رفع سقف التوقعات من الحكومة الجديدة لأن «عملها مضنٍ وصعب». وخاطب «القائلين بتزوير انتخابات 2009 الرئاسية»، داعياً إياهم إلى «الإجابة عن أسباب استعانتهم بالشارع لإثبات أهدافهم». وأضاف: «طرحنا مراراً هذا السؤال علناً، فلماذا لم يجيبوا ولم يعتذروا؟ يقولون في اجتماعات خاصة إن أي تزوير لم يحدث، فلماذا جعلوا البلاد تعاني ويريدون دفعها إلى هاوية؟ هل تعرفون ماذا كان سيحدث، لو لم يساعدنا الله خلال فتنة 2009 وتقاتلَ الناس، ما يدفع إيران إلى فوضى؟ هل تدركون الأيام التي كانت البلاد ستشهدها؟». وسرّبت مصادرٌ الأسماء النهائية لتشكيلة الحكومة والتي ينوي روحاني عرضها على مجلس الشورى (البرلمان) بعد تنصيبه الأحد المقبل، لتنال الثقة. وتضمّ التشكيلة المقترحة وزير الصناعة السابق إسحاق جهانكيري نائباً أول للرئيس، والسفير محمد جواد ظريف لوزارة الخارجية، ومدير دائرة المحاسبة العامة عبد الرضا رحماني فضلي لوزارة الداخلية، ووزير النفط السابق بيجان نامدار زنكنه لوزارة النفط، والأكاديمي رضا مكنون لوزارة العلوم، وعضو مجلس خبراء القيادة محمود علوي أو محسن قمي، مساعد وزير الاستخبارات سابقاً، لوزارة الاستخبارات، والسفير علي جنتي لوزارة الثقافة والإرشاد، ووزير الدفاع الجنرال أحمد وحيدي للحقيبة ذاتها، ومحمد فروزندة لسكرتيرية المجلس الأعلى للأمن القومي، والاقتصادي محمد نهاونديان مديراً لمكتب الرئيس. ومارست أوساط أصولية ضغوطاً من اجل استبعاد الإصلاحيين، لكن مقرّبين من روحاني أبلغوا «الحياة» أن الرئيس اختار التشكيلة الوزارية المحتملة استناداً إلى ثلاثة أسس، هي الكفاءة والخبرة والاعتدال، من دون أي اعتبار للخلفية السياسية للوزراء. وتضمّ الأسماء المقترحة عدداً كبيراً من الوزراء السابقين في حكومات رفسنجاني وخاتمي، فيما تخلو من أي وزير في حكومة الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، باستثناء وحيدي. ولم تستبعد مصادر تغيير التشكيلة المقترحة، أثناء مشاورات يجريها روحاني مع القيادة الإيرانية وشخصيات سياسية ومرجعيات دينية. وتعتقد المصادر أن الرئيس المنتخب لن يواجه صعوبة كبيرة في تعاطيه مع الملفات الخارجية، مثل العلاقات مع الولاياتالمتحدة والبرنامج النووي، بعدما أعطى خامنئي ضوءاً أخضر لفتح حوار مباشر مع واشنطن، على رغم تشكيكه في النتائج. واعتبر عضو اللجنة المركزية لحزب «مؤتلفة» الإسلامي حسن غفوري فرد، أن الولاياتالمتحدة تستطيع أن توجد مناخاً مناسباً لحوار مباشر مع إيران، من خلال خطوات إيجابية، تحديداً عبر إلغاء العقوبات. وأشاد بخبرة الرئيس المنتخب في المجالين النووي والديبلوماسي، لافتاً إلى أنها «تؤهله لنيل ثقة المرشد».