أعربت الولاياتالمتحدة عن «القلق البالغ» حيال قرار اسرائيل السماح للمستوطنين اليهود بمواصلة البناء على الأراضي الفلسطينية المحتلة عشية جولة جديدة من محادثات السلام. وعبرت واشنطن عن هذا الموقف بعد اعلان الحكومة الاسرائيلية الأحد بناء 1187 وحدة سكنية في الكتل الاستيطانية بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية. ومع ذلك أعلن عضو في المجلس البلدي الاسرائيلي للقدس أمس ان البلدية وافقت على مشروع بناء 942 مسكناً في حي جيلو الاستيطاني. وجاء القراران بينما يفترض ان تعقد جولة جديدة من مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين اليوم في القدس في اطار مبادرة اميركية لانعاش هذه المحادثات من اجل تسوية طويلة الأمد للنزاع في الشرق الاوسط. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي للصحافيين ان «هذه الاعلانات التي تشيرون اليها تأتي بالتأكيد في وقت بالغ الحساسية». وأضافت: «نواصل الاتصال مع الحكومة الاسرائيلية لابلاغها بقلقنا البالغ». وأكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بوغوتا، أهمية حل مسألة المستوطنات الاسرائيلية سريعاً في الاراضي الفلسطينية. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيرته الكولومبية ماريا انخيلا اولغين، ان الولاياتالمتحدة «تعتبر جميع المستوطنات غير مشروعة»، موضحاً انه اجرى محادثات خلال النهار مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وكرر هذا الموقف «بشكل واضح جداً». ودعا كيري الفلسطينيين الى «الامتناع عن اصدار رد مضاد» للاعلان الاسرائيلي عن بناء وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، مؤكداً ضرورة «العودة سريعاً الى طاولة» المفاوضات. وسعى كيري الى تهدئة التوتر، قائلاً ان هذا الاعلان «كان نوعاً ما منتظراً»، داعياً الجانبين الى العمل على تسوية الخلافات بينهما. وقال: «كنا نعرف انه سيكون هناك استمرار لبعض عمليات البناء في بعض الاماكن واعتقد ان الفلسطينيين يتفهمون ذلك». وأضاف: «اعتقد ان احد هذه الاعلانات وربما واحد من هذه الاعلانات جاء اكبر مما كان متوقعاً وهذا ما نناقشه الآن». وتابع الوزير الاميركي، الذي بذل جهوداً شاقة لإحياء المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين، انه لا يتوقع ان تتحول التطورات الأخيرة الى «عقبة» في طريق عملية السلام التي استؤنفت. وقال ان «ما يؤكده ذلك هو في الواقع اهمية الجلوس على الطاولة (...) بسرعة وتسوية القضايا المتعلقة بالاستيطان التي تحل بشكل افضل بتسوية مشكلة الامن والحدود». وأضاف: «ما ان تحل مسائل الامن والحدود يمكن حل مسألة المستوطنات، لذلك ادعو كل الاطراف الى الامتناع عن اصدار رد مضاد او رد استفزازي يمكن ان يأتي من هذا المصدر او ذاك». وتابع كيري «بالتفاوض حول القضايا الكبرى، يصبح هذا النوع من القضايا الساخنة اسهل بكثير، وفي الواقع لا تعود مسائل ساخنة كما يُنظر اليها اليوم».