(إلى الراحل في عتمة الفصول الشاعر الكبير سليمان العيسى) قامةٌ من بهاءِ الحروف وشخصٌ من الضوء لم ترتبك في الطريق إلى عالم الناسِ، يوماً خطاهْ. شاري البرق من كوكب الخالدين الذين لم يغب عنهُ حُرَّاسُهُ أو تمكن منه الشُّراهْ. لم يكن شارداً عن نداءات أمته واستغاثاتها وهي في الأسْر، كانت دمشقُ قصيدتَهُ والعروبةُ كانت هواهْ. * * * أي قلب سليم توارى؟ وأية روحٍ - كما النور - شفافةٍ رحلت نحو خالقِها بعد أن أكملتْ دورةَ العشق للأرض والحالمين الحفاهْ؟ أي نسرٍ تعالت به روحه ورهافته بعد أن شاد للأنقياء الصغار حدائق تأوي طفولتهم واشتياقاتهم لزمان خلا من حضور الجناهْ؟ * * * كم نصالٍ تشظَّتْ على صدره وعواصفُ شبَّتْ وشاختْ على كفهِ وهو ماضٍ إلى حُلمهِ غير مكترثٍ بالغزاةِ، ولا بالطغاهْ. ليت لي بعض حكمتهِ بعض ما فاض من زهدهِ ليت للشعراء براءتَهُ وعميق رؤاه. * * * بعد تسعين مات ولكنما قلبه في الثلاثين مشرعةٌ للجمال نوافذهُ لا يكف عن الرقص والانتشاء بما حوله من غيومٍ وما حوله من مياهْ. كان يمضي إلى أفقٍ ممعنٍ في ذهاب الذهاب ويحلم أن يقطع الدرب في ثقةِ الحالمين إلى منتهاهْ. * * * آه، بائسةٌ كلماتُ الوداعِ ويابسةٌ. سلبَ الحزنُ ما كان فيها من الاخضرار وفي مائها من حياهْ. شامُ: إن الذي كان قبل الوفاةِ حديثُ الملايين سوف يظل حديثَ الملايين بعد الوفاهْ. 9/8/2013