يبدو أن زوّار المعارض الفنية في العالم يتناقص أكثر فأكثر، شأنهم في ذلك شأن جمهور المسارح وقرّاء الكتب والصحف. وكأن ثمة "شيئاً" يجتذب الناس خارج الفنون والآداب. في بلدان كثيرة، أقفل عدد من الصحف والبقية تتجه نحو الإفلاس، حتى العريقة منها. وتشكي دور نشر من تراجع عدد قراء الكتب وانكماش "شهيتهم" على القراءة. وجمهور المسارح بات نخباً تتنقّل بين صالات العروض، شأنهم في ذلك شأن زوار المعارض. لعلّ السينما والمتاحف أفلتت قليلاً من الأزمة الخانقة، ولكن حسن حالها لن يدوم. ثمة أرقام تدلّ على ذلك، وأصحاب الشأن لا يكلّون عن ابتكار الأفكار التي تؤمّن استمرارهم. فعلى سبيل المثال، أن متحف اللوفر الفرنسي اشتق لنفسه فرعاً في الإمارات العربية. العصر تغيّر والعيون باتت تفضّل ارتشاف المعلومات من وسائط ساطعة ومبهرة، كالشاشة، مثلاً، مهما كانت صغيرة. كأن العيون تفضّل البكاء من كثرة الحملقة والتحديق. وفي الصورة (لشاون كاري، أ ف ب)، تصميم برّاق للمعماريين اليابانيين، كازويو سيجيما وريووي نيشيزاوا العالميين. وهو لسطح مصقول لامع، كالمرآة، نصباه فوق أحد أجنحة معرض "سيربنتاين"، The Serpentine Gallery، في غرب لندن. زوار المعرض اللندني صاروا يأنسون لوجود "أمثال" لهم، لا يبارحونهم. يتنقلون معهم، الرأس على الرأس، في أرجاء ذلك الفضاء الذي يضاعف عدد المتفرّجين! * كلمة "سيربنتاين" معناها أفعواني ومتلوّي، شكلاً، أو ماكر وثاقب وحاد ومحنّك، مضموناً. ___________ لإرسال صورة وتعليق: [email protected]