بعد أيام على طلبه رسمياً من الأممالمتحدة تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في تفجيرات «الأربعاء الدامي»، صعّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لهجته ضد دمشق امس، متوعداً بأن «من يحتضن المجرمين سيدفع الثمن حتماً». جاء ذلك في وقت أكدت مصادر مصرية أن تركيا ستشارك في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته العادية ال 132 يوم الأربعاء المقبل، والذي يرجح أن تهيمن الأزمة العراقية - السورية على أجندته. وكان الأمين العام للجامعة عمرو موسى وجه دعوة إلى وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو للمشاركة في الاجتماع الذي تترأسه سورية. ورأت مصادر سياسية في القاهرة أن وساطة أوغلو لم تخرج بنتائج، لافتة الى أنه تحرك بسرعة. وأوضحت أن «المهم ليس التحرك بسرعة بقدر التحرك على أسس واضحة لأن التحرك التركي لم ينجز شيئاً حتى الآن على رغم سرعته». ولكن المصادر ذاتها أشارت الى أن القاهرة ستدعم التحرك التركي، وخصوصاً في المرحلة الحساسة التي يُقبل عليها العراق. وخلال احتفال في مدينة كربلاء، اعتبر رئيس الوزراء العراقي أن «المتمردين على القيم والإنسانية لن يقفوا على حدود العراق، والذين يحتضنون المجرمين سيدفعون الثمن حتماً (...) فلا يتصور أحد مهما كان لديه من قوة واستخبارات أنه سيكون بمنأى عن التداعيات التي تتواصل وتتصاعد. والعالم مطالب أن يقف وقفة واحدة في وجه الشر والإرهاب والجريمة». ووجه انتقادات الى خصومه السياسيين في الداخل المعارضين للتصعيد مع سورية، قائلاً إن «العالم إما أن يكون متواطئاً أو ينسى، وحتى العراقيين ينسون الذين ارتكبوا الجرائم، فالعالم يحتضنهم وبعض العراقيين يصفق لهم». ويواجه التصعيد العراقي مع سورية انقساماً في الأوساط السياسية، إذ تبدي أطراف سنية تحفظها واعتراضها على الاتهامات الموجهة الى دمشق وتعتبرها «انتقائية»، وخصوصاً لدى مقارنتها بالموقف الرسمي من التدخل الإيراني في الشؤون العراقية. ولفت سياسيون سنة من قوى سياسية متباينة بينها كتلة «جبهة التوافق» الأكبر في الحكومة والبرلمان حالياً و «جبهة الحوار» بزعامة صالح المطلك و «مجلس الحوار الوطني» بزعامة الشيخ خلف العليان الى أن على اتهامات الحكومة أن تشمل اتهاماتها كل الدول التي تتدخل في الشأن العراقي بما فيها ايران. إلى ذلك، قال مصدر رفيع المستوى في الحكومة العراقية ل «الحياة» إنها ماضية في تشكيل لجنة التحقيق، وأنها خارج نطاق أي مساومة، لافتاً إلى أنها «لا تخص دمشق، وأن قرار تشكيلها يأتي لتدويل أعمال العنف الجارية في البلاد بعد تجاهل وساطاتنا الدبلوماسية طيلة السنوات الست الماضية لإقناع هذه الدول باتخاذ اجراءات حقيقية». واعتبر أن «موافقة مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة على الاقتراح العراقي، ستُشكل وسيلة ردع دولية لكل الدول التي تتدخل في الشأن العراقي»، مشدداً على أن «تشكيل المحكمة (حول تفجيرات الأربعاء الدامي) لن يستغرق وقتاً طويلاً لوجود سابقة لها هي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان». من جهة ثانية، تظاهر مئات من السكان العرب في محافظة كركوك ضد خطة قائد القوات الأميركية في العراق راي أوديرنو نشر قوات مشتركة في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان، بعد استغلال تنظيم «القاعدة» الفراغ الأمني فيها لتنفيذ اعتداءات دامية. وتقضي خطة أوديرنو بنشر قوات من الجيش العراقي والبشمركة الكردية تتولى قوة أميركية الإشراف على عملها.