في عام 1990 (14010ه) وفي المباراة التي توج بها الهلال بطلاً للدوري بفوزه على الرائد 8 – صفر، لاحظ كل من شاهد المباراة أن الهلاليين لاعبين وجماهير بايعوا سامي الجابر، ليكون أيقونة الفرح الهلالي المقبلة، كانت بيعة الفرح والرضوان والسمو. بيعة تؤسس للأمة الهلالية كينونتها ومعالم بطولاتها وانتصاراتها، صالح النعيمة كابتن الهلال في تلك المباراة، يذهب لسامي بعد تسجيله لأحد الأهداف، ويحتضنه ويشير بيده للجماهير بأن كونوا بانتظاره. فهد المصيبح يدعو سامي لتسديد ضربة الجزاء لأنه الفرح المنتظر، يوسف الثنيان قرر في تلك المباراة أن يقدم سامي كهداف للدوري، وكان يسأله بعد كل هدف «كم بقى لك». وبعد المباراة، حمله اللاعبون على الأعناق، وذهبوا به للجماهير ليبشروهم بأن الهلال لن يموت وسامي بين صفوفه. تلك المباراة لم تكن مجرد ثلاث نقاط أو بطولة دوري، بل كانت نقطة مركزية في البناء تتم من خلالها صناعة الأطراف والمحاور الزرقاء والبيضاء التي لا تعرف إلا طريق الهدف، وتعرف كيف تتجاوز الخصوم وتكبدهم الخيبات والحسرات! الأمة الهلالية تعرف أنها لن تكون طفرة تنتهي وقيمتها لن تزول بمضي زمن، لذا تسعى في كل فترة إلى صناعة من يجدد فيها الروح والانتماء للعرق الأزرق الملكي النابض بالفرح والعزة والكرامة. وفي أفراح الهلال بالعيد جاء رئيس النادي ليبايع سامي الجابر من جديد كرئيس للهلال كله، ويمنحه كامل الصلاحيات ويفوضه بإدارة البلاط الأزرق، وهو على ثقة بأنه في نهاية الأمر سيدعم بقاء «الزعيم» في منصات التتويج. على سامي اليوم أن يفكر في خليفته، فيمن سنبايع بعده، خليفة سامي لا بد أن نصنعه لاعباً وننشئه كأسطورة تحكي عنها الأجيال، لأن الأساطير منبعها الهلال وهو وكيل حصري لها في المنطقة! [email protected] K_batli@