تنطلق الخميس المقبل 15 الجاري في لندن مجلة «أوراق» وهي مجلة سورية جديدة تصدرها «رابطة الكتاب السوريين» ويرأس تحريرها المفكر صادق جلال العظم. وتصدّرت لوحة «الأم» للفنان السوري المُعتقل يوسف عبدلكي غلاف العدد الأوّل من المجلّة في تحية إليه. ويضمّ العدد (قرابة 400 صفحة) دراسات فكرية وسياسية ولغوية وتاريخية وتراثية وقانونية وحوارات، وقراءات نقدية، إضافة إلى ملف خاص بشعراء سورية الأكراد. وهو يعبر عن هوية المجلة المفتوحة على الثقافة السورية المعارضة والثقافة العربية الراهنة. كتب رئيس تحرير المجلة صادق جلال العظم افتتاحيته بعنوان «خطوة نحو الحرية»، معتبراً أنّ صدور العدد الأول من المجلة هو «خطوة على طريق تخليصنا، ممّا اضطررنا الى استبطانه، على مدى عقود، من قواعد وأصول للتعامل مع نظام القهر والاستبداد عبر التكتم والتقية والنفاق والتلاعب بالكلمات والتظاهر بالتصديق والقبول والاختبار وراء الرموز»... يحوي المحور الفكري دراسة كتبها المفكر عزمي بشارة عن «الثورة والمرحلة الانتقالية»، وفيها يقوم بتوصيف عميق للحراك باعتباره «ثورات ضد الاستبداد». ونُشر في العدد حوار متميّز مع الكاتب اللبناني الفرنكوفوني أمين معلوف (ترجمه محمد الجرطي)، ومن أبرز ما جاء فيه أنه سعيد لأنه عاش إلى اللحظة التي يرى فيها ثورات العالم العربي، وقال إن الاسلام يتوافق مع قيم الديموقراطية والعلمانية. وعن إمكان عودة «الهويات القاتلة»، أكّد معلوف أنّ لا عودة الى الوراء، وتوقع أنّ مشروع التغيير العربي يحتاج إلى عقود، يمكن ان يحدث خلالها الافضل او الاسوأ. وترجم عدي الزعبي عن موقع «اوبن ديموكراسي» ثلاثة لقاءات مع الكتاب والناشطين السوريين ياسين الحاج صالح وبكر صدقي وحازم نهار. وتناول عادل بشتاوي أيضاً قضية لغوية اشكالية هي «المحكيات والفصحى»، معتبراً أنّ «اساس الكلام المحكيّات لا الفصحى التي ابتكرها، كما يبدو، كتبة الملوك والكهنة والشعراء». ويعالج سمير سعيفان، الكاتب والباحث الاقتصادي المعروف في مقالته «دور مزعوم للنفط والغاز في الصراع على سورية» هذه الفرضية المهمّة للصراع مقدّماً تفاصيل دقيقة وتفنيدات عدة لها. أمّا عدنان عبدالرزاق فيتناول موضوع التهديم الممنهج للاقتصاد السوري ويعتبر ان مقولة «الاسد او نحرق البلد» مقولة عدمية زادت أكلافها عن 50 مليار دولار. ومن الاقتصاد الى السياسة، يتناول سليم البيك مواقف الحركات والاحزاب الفلسطينية من الثورة السورية ملاحظاً تشابهات عدة بين هذه الحركات والاحزاب على رغم اختلافاتها الايديولوجية، واصفاً هذه المواقف بالإفلاس الاخلاقي والسياسي. ويقدم أمجد ناصر قراءة في كتاب «السيطرة الغامضة» للكاتبة والاكاديمية الاميركية ليزا وادين، متناولاً جوانب مهمة منه، والكاتب والشاعر الليبي فرج العشة قراءة تاريخية لسورية التي سمّاها «فريسة الأسد»، مركزاً على «نظرية حماه» التدميرية التي طبقها النظام السوري على كل سورية. أمّا الشاعر والروائي فادي عزّام، فأجرى مقابلة مع شاب سوري شارك في الثورة على طريقته الخاصة من خلال إصدار «طوابع الثورة السورية» التي تُمجّد العمل السلمي وتحاول ردم الهوة بين مختلف فئات المجتمع السوري. وكتبت فادية لاذقاني مقالة عن معرض الفنان والنحات السوري عاصم الباشا «تحيّة إلى نُمير». وفي المجلة لقاء خاص أجراه الكاتب والمخرج الفلسطيني حسام عاصي مع الممثل والمخرج الأميركي الحائز أخيراً جائزة «أوسكار» عن فيلمه «أرغو» بن أفليك. وأعادت المجلّة نشر مقالتين لخالدة سعيد في ردّها على صادق جلال العظم، دفاعاً عن أدونيس. هذا بالإضافة إلى مواضيع ومقالات ودراسة كثيرة أخرى. ويُحتفل بانطلاق المجلة في 15 آب/ أغسطس في العاصمة البريطانية لندن. والمجلة الفصلية هذه هي الثانية بعد مجلة «دمشق» وقد اختارتا الخط الثقافي السوري المعارض.