تعود الحياة إلى «السوق القديمة» بالمجمعة في منطقتها التاريخية ظهيرة كل جمعة، حين تكتظ السوق بالباعة والمتسوقين الباحثين عن البضائع القديمة والطيور والمواشي والمنتجات الريفية والربيعية مثل السمن البري و«الأقط» والألبان وحليب الأغنام والماعز والزبدة المحلية المصنوعة بأيدي النساء اللاتي يأتين من أطراف المدينة إلى السوق تحت أشعة الشمس لتسويق منتجاتهن التي تدر عليهن مبالغ جيدة تسد حاجاتهن وحاجات أسرهن. وتحدث المسن عثمان بن عبدالوهاب (85 عاماً) ل«الحياة» عن أن السوق قائمة منذ عشرات السنين في المكان نفسه الذي يضم وقف الملك عبدالعزيز وساحته التي تقع في وسط المنطقة التاريخية، مضيفاً: «السوق القديمة فقدت بريقها وتوهجها، إذ كانت تستقطب الباعة من القرى المحيطة بالمجمعة كافة لعرض منتجاتهم ومواشيهم في شكل يومي. أخذت مع تقادم الزمن في التلاشي حتى استقرت على يوم واحد فقط». ويوضح أن شهرة السوق قديماً كانت كبيرة نظير ما تحوي من منتجات وكثافة من الباعة والمرتادين لها من سكان المجمعة والمدن والقرى المجاورة. وأشار عبدالوهاب أنه لا يزال يتذكر زيارة الملك سعود للوقف والسوق في الخمسينات الماضية، إذ صلى مع أهالي المجمعة في جامع الملك عبدالعزيز الملاصق للسوق من الجهة الشمالية والذي يتسع ل400 مصلٍ حينها. من جهتها، تؤكد أم عواد أنها تحضر أسبوعياً في السوق منذ 10 سنوات تقريباً لعرض منتجاتها، مضيفة: «أعرض ما أصنعه من ألبان أغنامي مثل السمن البري والأقط والزبدة، إضافة إلى ما يتم صنعه من أصواف المواشي من قطع قماشية وسجاد». وأوضحت أنها تبيع كيلوغرام السمن البري ب100 ريال، فيما تبلغ قيمة الأقط 60 ريالاً للكيلو الواحد، في حين يصل سعر قطع السجاد بحسب حجم القطعة وجودة صناعتها إلى ألف ريال. بدورها، تعتبر أم فيصل أن السوق القديمة بالمجمعة بوابة الرزق لها، بفضل ما تدر عليها من مبالغ أسبوعية من خلال عرضها منتجاتها خلال ساعة ونصف هي مدة فعالية السوق بعد الفراغ المصلين من صلاة الجمعة في الجامع المجاور، مؤكدة: «منذ نحو 20 عاماً أحضر في السوق بشكل أسبوعي لعرض ما أصنعه من منتجات بمساعدة بناتي اللاتي تعلمن مني بعضاً مما تنتجه الأغنام والماعز». وتشير أم فيصل إلى أنها تمكنت من شراء مركبة لابنها أخيراً بفضل ما باعته من معروضاتها في السوق على مدى السنوات الماضية. وفي السوق ركن لبيع الطيور الحيوانات مثل الحمام والدجاج والأوز والبط والأرانب، إضافة إلى «الضب» والحيوانات والطيور البرية، ويؤكد الطفل عبدالله المطيري أنه يحرص على الحضور بشكل أسبوعي مع والده وأخوته لشراء الطيور الغريبة والحمام النادر من السوق، مضيفاً: «هوايتي جمع الطيور النادرة والحمام الزاجل، إذ وفر لي والدي مكاناً في منزلنا خصصته لطيوري». كما تحظى السوق بإقبال كبير من المقيمين والعمال بخاصة، نظراً لعرض الخردوات والبضاعة المستعملة مثل السجاد القديم و«الموكيت» والأجهزة الإلكترونية وأدوات الطبخ والأواني المنزلية.