مع غياب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير وسط العاصمة للمرة الأولى منذ توليه الحكم عام 1999، منيباً عنه رئيس الوزراء عبد المالك سلال ورؤساء الهيئات الدستورية، سُجلت غيابات عدة وسط رؤساء الأحزاب الذين درجوا على الحضور بالمناسبة لتهنئة الرئيس. ويتناقل عافون في الوضع أن الجزائر ستنتظر إلى الخريف حتى يتقرر ما إذا كانت ستجرى انتخابات رئاسية مبكرة أم سيتم التمديد سنتين للرئيس إذا تحسنت صحته. ولا يزال غياب الرئيس عن المشهد السياسي يثير التعليقات واهتمام الصحافة المحلية، لذلك ترافقت صلاة العيد الخميس بتغطية إعلامية واسعة اعتقاداً بأن الرئيس بوتفليقة سيدشن عودته من المسجد الكبير. لكن يبدو إن حالته الصحية لم تسمح له بالتنقل وهو الذي يقضي فترة نقاهة منذ عودته إلى الجزائر في 16 حزيران (يونيو) الماضي. وتوقفت رئاسة الجمهورية عن الحديث عن تطورات الوضع الصحي لبوتفليقة منذ ظهوره الأخير قبل 24 يوماً عندما التقطت صوره في مطار بوفاريك العسكري يرافقه السلال ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وكل من رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي قايد صالح. واستقبل كل من السلال وعبد القادر بن صالح ومحمد العربي ولد خليفة، المهنئين بعيد الفطر من أعضاء الطاقم الحكومي وسفراء الدول الإسلامية وبعض قادة الأحزاب السياسية وجموع المصلين. وسجل كثير من القادة السياسيين غيابهم عن صلاة العيد التي تعتبر موعداً بروتوكولياً مهماً بسبب غياب الرئيس، فلم يشاهد رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم ولا أحمد أويحي كما لم يحضر أي من قادة الأحزاب الإسلامية على رغم أن أبو جرة سلطاني الرئيس السابق لحركة «مجتمع السلم» عادة ما كان يشارك بوتفليقة صلاة العيد. ودفع غياب الرئيس عن الجامع الكبير إلى تجدد التساؤلات عن تاريخ عودته إلى ممارسة نشاطه الرئاسي بعدما تعذر عليه أيضاً الإشراف على الحفل السنوي لليلة القدر لتوزيع جائزة القرآن الكريم الدولية التي أسسها قبل أعوام، وشارك فيها هذه المرة 50 طالباً يمثلون 30 دولة. وكان بوتفليقة نقل في 27 نيسان (أبريل) إلى المستشفى العسكري الباريسي «فال دوغراس» قبل أن ينقل إلى مستشفى ليزانفاليد في باريس. وفي 11 حزيران (يونيو) أصدر الطبيبان المرافقان للرئيس محسن صحراوي ومرزاق مترف بياناً حول صحته جاء فيه «في 27 نيسان تعرض رئيس الجمهورية لجلطة دماغية، وأظهرت الفحوصات الأولى لدى نقله إلى المستشفى العسكري في عين النعجة بالجزائر أن الإصابة موقتة ولم تؤثر في الوظائف الحيوية». وتتوقع مصادر أن يمتد غياب رئيس الدولة عن المراسم البروتوكولية أسابيع أخرى، بما فيها الاستقبالات الرسمية أو تسلم أوراق اعتماد السفراء الجدد، في حين يحتمل أن تؤجل التنقلات في السلكين الديبلوماسي والعسكري ومناقلات الولاة حتى الخريف المقبل. وحتى ذلك التاريخ ستكون الرؤية اتضحت وما إذا كانت الجزائر ستتجه إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، أم إلى تعديل دستوري يسمح بتمديد فترة حكم بوتفليقة عامين آخرين ولجعل الولاية الرئاسية سبع سنوات بدلاً من خمسة ما يعني استمرار بوتفليقة في الحكم حتى 2016 من دون الحاجة أصلاً إلى انتخابات.