تهاليل البشر التي يعيشها الجميع، «مواطنين ومقيمين» على ثرى هذا الوطن بسلامة مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، تقودنا للتفتيش عما وراء هذا الفرح العارم الجميل، دعونا إذاً نضع النقاط على الحروف ونقول بكل صراحة إن الطيبة الجبلية لهذا الرجل والإنسانية والسماحة التي يتمتع بها حتى مع الخصوم جعلت الكل يطبق على محبته والسرور بنجاته من محاولة الغدر الفاشلة التي تعرض لها على يد عنصر إرهابي لقي مصرعه على يد نفسه، فاعتبروا يا أولي الأبصار! إن الكل اليوم يهنئ نفسه بسلامة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، لأنه في الواقع جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية التي نعيش في ظلالها بفضل الله عز وجل، ثم بفضل يقظة رجال الأمن البواسل، في حين أن ثمة مجتمعات حولنا تتمنى ساعة من ليل أو نهار تأمن فيها وتنام فيها قريرة العين، إن الاستهداف لم يكن لشخصه بل كان لأمن البلاد والعباد. هناك من لم يكن يعرف الأمير قبل هذه الحادثة، لاسيما أنه من الصنف الذي يحبذ العمل والبذل لدينه ووطنه في صمت من دون حب الظهور أو انتظار الشكر من أحد، بينما اليوم صار على لسان الصغير قبل الكبير، وذلك من عاجل بشرى المؤمن إن شاء الله، لكن الأمر الذي يستدعي التوقف عنده هو مدى الجرأة التي وصل إليها هؤلاء المارقون، ومدى الإمعان في الغدر والحقد حتى على أنفسهم، ما يدلنا على حجم اليأس والإفلاس الذي وصلوا إليه بفضل الله عز وجل، ثم بسبب الضربات الاستباقية والوقائية الموجعة والمتكررة التي نفذتها القوات الأمنية في الفترة الماضية التي كانت كفيلة باغتيال آمالهم الدموية والتخريبية. إن هذه الشرذمة، التي اتخذت من التكفير منهجاً لها لإراقة الدماء المعصومة التي حرمها الله من دون وجه حق، تسببت في الكثير من المآسي والأحزان، ويكفيك أن القاتل منهم لا يدري لماذا قتل ولا المقتول فيم قُتل؟ المهم عندهم هو استمرار نزيف الدم إلى الأبد، ولذا فإن أكثر ضحاياهم من الأبرياء الذين لا ذنب لهم من أطفال ونساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة، وإذا كانت الرحمة قد نزعت من قلوبهم لدرجة قيامهم بتفجير أنفسهم وإذلالها أمام العالمين، فهل لنا أن نتصور منهم بعد ذلك الشعور بالرحمة والرأفة تجاه الآخرين؟! إذا ليكن التعامل معهم بمزيد من الصرامة، ولنتبع سياسة تفويت الفرص عليهم بوأدهم في مهدهم، ودك معاقلهم وضربهم مجدداً في مقاتلهم من دون هوادة وبشتى الوسائل، حتى لا نمنى بخسائر فادحة في مستقبل الأيام، ولنحصن مجتمعنا وشبابنا من فكرهم المتطرف المنغلق بإيجاد محاضن تربوية آمنة في جميع أرجاء البلاد تكفل رعايتهم ثقافياً وفكرياً واجتماعياً وبدنياً، خصوصاً أن هناك دراسات تقول إن نحو 70 في المئة من شعب المملكة هم من شريحة الشباب، ذكوراً وإناثاً، فهؤلاء بلا شك هم سواعد البناء والعطاء للبلاد في المستقبل القريب، والاهتمام بهم من أهم المهمات، لاسيما أن عوامل البناء باتت أقل من عوامل الهدم المتعددة في ظل التحديات الكبيرة التي باتت تستهدف شبابنا وفتياتنا والظروف التي تمر بها البلاد، وبسبب تأثيرات العولمة والثورة الإعلامية والمعلوماتية التي اجتاحت العالم بأسره. بقي لي أن أجدد التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني على سلامة ابن الوطن البار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والله سبحانه المسؤول أن يحفظ هذه البلاد وولاة أمرها من كيد الخائنين. مدير شؤون توعية الجاليات بمكتب الدعوة والإرشاد [email protected]