يعد وادي البقاع من أكثر الأراضي الخصبة في لبنان، ويفد إليها سنوياً عدد كبير من العمال السوريين، ليشاركوا في الزراعة والحصاد ويقيمون في تجمعات صغيرة متواضعة من الخيام. لكن المنطقة باتت تضم اليوم مئات اللاجئين السوريين الذين فروا من الصراع الدائر في بلدهم منذ ما يزيد على عامين. وتحولت مخيمات العمال الصغيرة إلى معسكرات للاجئين السوريين. وتؤكد مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن "ما يزيد على 240 معسكراً للاجئين السوريين، ينتشرون حالياً في وادي البقاع". وصل اللاجىء السوري ابراهيم إلى لبنان قبل 6 أشهر، ويقيم حالياً مع أسرته في خيمة واحدة مع أسرة أخرى. وقال ابراهيم إنه "ترك منزله وكل ما يملك وراءه في دمشق". ويختلف لبنان عن بقية بلاد المنطقة، في أنه لا يسمح للاجئين السوريين بالإقامة في مخيمات رسمية، ولذلك يأوي السوريون للإقامة في أي مكان متاح مثل مرائب السيارات والمباني الخالية والخيام. وزارت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا، لبنان في الآونة الأخيرة. وذكرت جورجييفا ان "الحاجة تدعو لتخصيص المزيد من الأموال لمساعدة اللاجئين السوريين". وقالت: "خرجت من هذه الزيارة بشعور قوي جداً بأننا يجب أن نستغل كل قرض الاستغلال الأقصى لأن الاحتياجات هائلة. توصلت خلال جولاتي إلى أن الأولويات هي المأوى والأطفال والصحة". وتؤكد مفوضية شؤون اللاجئين في الأممالمتحدة، أن "المفوضية الأوروبية، قدمت مواد أساسية مثل القماش المشمع والأخشاب والمسامير، لبناء مساكن موقتة للاجئين السوريين في لبنان". ويعيش اللاجئون السوريون في وادي البقاع في ظروف بالغة الصعوبة، من دون مياه جارية أو صرف صحي أو كهرباء. وتمكن جارد إبن ابراهيم من حفر بئر، لكن المياه التي يحصلون عليها من البئر ليست نظيفة. وذكرت لاجئة أخرى تدعى فاطمة، أنها "تقيم في خيمة لأنها لا تملك مالاً تدفع منه أجرة مسكن في بيروت". وقالت فاطمة إن "الحصول على ماء نظيف للشرب في معسكرات اللاجئين في وادي البقاع، يحتاج إلى جهد كبير". وأعلنت مفوضية شؤون اللاجئين، أن "الكويت تبرعت في الآونة الأخيرة للاجئين السوريين في وادي البقاع، بمعدات خاصة بمياه الشرب والصرف الصحي".