أعلنت السلطات الأمنية في كربلاء اكتشاف خلية مسلحة يشتبه بتورطها في تفجيرات طاولت مراقد دينية في كربلاء وبابل قبل يومين، فيما كشف مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة وجود معلومات استخباراتية عن احتمال وقوع تفجيرات كبيرة في بغداد، قبل تفجيرات «الأربعاء الدامي»، متزامنة مع معلومات عن وجود نيات لاستهداف البنى التحتية في محافظات الجنوب. وأعلن قائد شرطة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) اللواء علي الغريري اعتقال سبعة متهمين بالضلوع بالتفجيرات الاخيرة التي حصلت في كربلاء وبابل واستهدفت مراقد دينية، فيما تشهد المدينة اجراءات امنية مشددة في نقاط التفتيش. وأوضح الغريري إن «الأجهزة الأمنية، وبناء على معلومات استخباراتية دقيقة، تمكنت من إلقاء القبض على 7 عناصر يشكلون خلية إرهابية مسؤولة عن التفجيرات التي شهدتها بابل وكربلاء». وأضاف ان «التحقيقات جارية معهم لمعرفة تفاصيل عن الجهات التي تقف وراءهم». وكانت مدينتا بابل وكربلاء شهدتا مساء الخميس تفجيرات بعبوات ناسفة استهدفت مرقد أولاد مسلم (بابل) وسوقاً شعبية قرب مرقد الإمام عون (كربلاء) راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. الى ذلك لفت قائد الفرقة الثامنة في الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي الى «تقصير لدى الاجهزة الامنية أدى الى وقوع التفجيرين في كربلاء والمسيب». واضاف الغانمي في اتصال هاتفي مع «الحياة»: «يوجد تقصير واضح في اداء الاجهزة الامنية ما أدى الى حدوث خرق أمني نتجت عنه التفجيرات التي طاولت مرقدي اولاد مسلم وابو الجاسم»، مبيناً «ان موقع مرقد ابو الجاسم الذي وقع فيه تفجير السيارة المفخخة يقع على الشارع الرئيسي ما يجعل منه هدفاً سهلاً للإرهابيين». الى ذلك فرضت الحكومة المحلية في كربلاء إجراءات أمنية غير مسبوقة شملت حظر سير المركبات وعربات الدفع والعجلات. وقال مدير اعلام شرطة كربلاء الرائد علاء الغانمي إن «القوات الامنية اتخذت إجراءات مشددة في نقاط التفتيش المحيطة بالمحافظة في اعقاب تفجير الامام عون». من جهة أخرى، قال رئيس الأمن والدفاع في مجلس محافظة البصرة (490 كلم جنوب بغداد) علي المالكي ان «مصدراً استخباراتياً في بغداد أبلغنا قبل وقوع تفجير وزارتي الخارجية والمالية في بغداد أن الأيام المقبلة ستشهد عملية إسقاط للمنطقة الخضراء، وابلغنا الجهات المعنية في الحكومة المركزية بذلك». وأضاف أن «المعلومات أفادت أيضاً بوجود نية لدى الجماعات المسلحة باستهداف البنى التحتية في محافظة البصرة ليشمل بعد ذلك بعض المحافظات الجنوبية الأخرى». وزاد المالكي أن «مصفاة الشعيبة الواقعة غرب البصرة كانت من بين المواقع التي أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى النية باستهدافها من جانب المخربين إلا أننا عملنا على إحباط هذه العملية» لافتاً إلى أن «إحباط تفجير المصفاة أدى إلى عدم إصابة الهدف وسقوط القذائف على أماكن قريبة من الدور السكنية من دون وقوع أضرار بشرية أو مادية». وكان معمل إنتاج وتصنيع غاز الجنوب السائل الواقع في منطقة البتروكيماويات (40 كلم غرب البصرة) تعرض إلى هجوم بقذائف الهاون اول من امس، وقال مصدر امني في قيادة شرطة البصرة إن «ثلاث قذائف هاون سقطت داخل المعمل من دون إن تحدث خسائر مادية أو بشرية». وأضاف انه «تم تنفيذ حملة تفتيش واسعة النطاق في المزارع المحيطة بالمعمل حيث يشتبه إن تكون مصدر إطلاق هذه القذائف». وتابع: «اعتقل عدد من المشتبه بهم مع مصادرة كمية من الأسلحة والأعتدة وجدت في بعض المزارع».