ردت القوات النظامية السورية على سيطرة مقاتلي «الجيش الحر» على مطار «منغ» العسكري، بشن غارات على قرى مجاورة للمطار، بالتزامن مع اقتراب مقاتلي المعارضة إلى مسافة 20 كيلومتراً من مدينة القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الأسد في ريف اللاذقية غرباً. ولوحظ ارتباك في وسائل الإعلام الرسمية لأن هذين التطورين جاءا بعد ساعات على حديث كبار المسؤولين عن «انتصارات» سيحققها الجيش النظامي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «لواء الفتح» وكتائب «عاصفة الشمال» سيطروا على مطار «منغ» بعد معارك ضارية مع قوات النظام بدأت في شباط (فبراير) الماضي في سياق معركة «تحرير المطارات» التي شملت السيطرة على مطار تفتناز في ريف إدلب المجاور وفرض حصار على مطاري كويرس في ريف حلب وأبو الضهور في ريف إدلب. وجاءت السيطرة على «منغ» بعد أيام من سيطرة المعارضة على بلدة خان العسل غرب حلب. وحاول الرئيس السابق للجنة الأمنية في حلب العميد محمد خضور حشد شبان بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين ل «فك الحصار» عن المطار، لكن مقاتلي المعارضة شنوا فجر الإثنين هجوماً جديداً بدأ بتفجير انتحاري بواسطة مدرعة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات أمام مقر قيادة المطار. وأوضح «المرصد» أن مقاتلي المعارضة دمروا آليات ثقيلة عدة وتمكنوا من السيطرة على أبنية وأسر وقتل عدد من ضباط وجنود القوات النظامية، بعد مواجهات أسفرت عن سقوط نحو عشرة مقاتلين معارضين. وبث مقاتلو «عاصفة الشمال» فيديو يظهر التفجير الانتحاري وتسلل المقاتلين إلى داخل المطار وسيطرتهم على طائرات مروحية ودبابات ظهر بعضها مدمراً، إضافة إلى مخازن سلاح. ووصف معارضون المطار بأنه «حصن روسي» في سورية. وظهر ارتباك لدى وسائل الإعلام الرسمية، باعتبار أن السيطرة على «منغ» جاءت بعد ساعات من إعلان مسؤولين بينهم الأسد عن «انتصارات» قادمة بعد سيطرة الجيش النظامي ومقاتلي «حزب الله» على حي الخالدية في حمص. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، عن مصدر إعلامي قوله «إن عناصر حماية مطار منغ في حلب جميعهم بخير والمجموعات الإرهابية تتكبد خسائر كبيرة جداً حول المطار وداخله». وأضاف أن المطار «خال من العتاد الحربي والطائرات» مشيراً إلى أن «أبطال قواتنا المسلحة في المطار والمنطقة المحيطة به يتصدون للإرهابيين ببسالة منقطعة النظير». وذكرت وسائل إعلام النظام أن ثلاث مجموعات مختلفة من عناصر «منغ» تمكنت من الخروج ب «عملية نوعية جداً وبالتنسيق الكامل مع الاستخبارات السورية وقوات الدفاع الوطني في نبل والزهراء وقوات الحماية الشعبية الكردية في عفرين» شمال حلب. لكن المعارضين بثوا أشرطة تظهر ضباطاً ومساعديهم مأسورين لدى المعارضة التي سيطرت على خمس دبابات وعطلت اثنتين، في حين فرت طواقم ثلاث دبابات، كما استولت على طائرات مروحية ومدافع من عيار 23 ملم وراجمات صواريخ. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يهنئ أبناء سورية الصامدة بالنصر الذي تحقق (امس) بفضل الله ثم بجهود أبطال الجيش السوري الحر وسواعدهم، والمتمثل بتحرير مطار منغ العسكري في شكل كامل... في خطوة مهمة سيكون لها من دون شك أثر استراتيجي في طبيعة المعركة في سائر مناطق الشمال». وفي غرب البلاد، أفاد «المرصد» بأن اشتباكات عنيفة دارت امس في قرى عدة من جبل الأكراد في ريف اللاذقية، مع ورود أنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على بلدة خربة باز. واستولى مقاتلو المعارضة الأحد على أربع قرى واقعة في الطرف الشمالي من جبل العلويين الذي يقع إلى الشرق من مدينة اللاذقية الساحلية. واصدر الأسد أمس مرسوماً قضى بتنظيم عمل الشركات العاملة في مجال «الحماية والحراسة الخاصة ونقل الأموال والمجوهرات والمعادن الثمينة». وفي نيويورك، أعلنت الأممالمتحدة أن رئيس لجنة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية آيك سلستروم وفريقه «يستكملون استعداداتهم في لاهاي تحضيراً للمغادرة الى سورية». وأكد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أن الأممالمتحدة «تعمل على إنهاء الإطار القانوني واللوجستي للتحقيق بناء على الاتفاق المبرم مع سورية الشهر الماضي». وأضاف أن «هذه الاستعدادات يتوقع أن تنجز خلال الأيام المقبلة ليعلن بعدها موعد زيارة البعثة الى سورية».