دارت اشتباكات عنيفة امس بين القوات النظامية السورية مدعومة من «حزب الله» اللبناني وبين مقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، في وقت هاجمت فيه قوات المعارضة قسماً من طريق دولي استراتيجي يمر عبر حلب كبرى المدن السورية وحتى حدود تركيا واستولت على ثلاثة حواجز للجيش النظامي عليه. وأشار المرصد إلى وقوع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محيط مشفى الخميني ببلدة الذيابية» القريبة من السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي. وأفاد بتعرض مناطق في الذيابية وبلدة بيبلا القريبة منها للقصف بقذائف الهاون والمدفعية، مشيراً إلى «محاولة من قوات النظام لاقتحام هذه المناطق». وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» من جهتها، أن القوات النظامية نفذت «قصفاً هو الأعنف بالصواريخ والهاون» على الذيابية، مشيرة إلى وقوع «أكثر من 150 قذيفة خلال ساعة أدت إلى سقوط جرحى وشهداء». كما لفتت إلى وصول «تعزيزات عسكرية كبيرة لحزب الله ولواء أبي الفضل العباس» الذي يضم مقاتلين شيعة معظمهم سوريون. ولعب «حزب الله» دوراً كبيراً أخيراً في سيطرة قوات النظام على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والقريبة من الحدود اللبنانية، بعدما كانت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لأكثر من عام. وفي مناطق أخرى من البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط حاجز مجبل الزفت على طريق أريحا (شمال غرب) - اللاذقية (غرب) «ما أدى إلى إعطاب دبابتين للقوات النظامية وإلحاق خسائر بشرية بصفوفها، وسيطرة الكتائب المقاتلة على الحاجز»، وفق المرصد. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه إذا نجح مقاتلو المعارضة في السيطرة على هذا الطريق سيقطعون وسائل الإمداد البرية بين شمال سورية وساحل البحر المتوسط حيث توجد أكثر المواقع العسكرية السورية تحصيناً. وقالت جماعات معارضة أخرى إن قوات المعارضة سيطرت على ثلاث نقاط تفتيش، وإنها تحتاج إلى السيطرة على ثلاث نقاط أخرى حتى تتمكن من قطع طريق الجيش إلى الطريق السريع «أم 5». وقال محمد فيزو، وهو ناطق باسم مقاتلي المعارضة، إن «هذه معركة مهمة جداً لخنق خطوط إمداد النظام بين معاقله الساحلية والشمال، خصوصاً مدينة إدلب، والتي تعد واحدة من آخر المواقع التي يسيطر عليها في محافظة إدلب». وأضاف أن النظام رد بقصف الطريق السريع ودفع بطائراته النفاثة لقصف القرى المجاورة. وتحاول قوات الأسد استعادة حلب، حيث تخوض القوات الحكومية معارك دامية مع قوات المعارضة منذ نحو عام. وفي ريف اللاذقية، أفاد المرصد عن وقوع انفجار في مستودع ذخيرة داخل مركز عسكري في منطقة البصة عند المدخل الجنوبي لمدينة اللاذقية، ما أسفر عن سقوط 13 جريحاً عسكرياً على الأقل، بعضهم بحال خطرة. أما التلفزيون السوري، فذكر من جهته أن انفجاراً وقع في منطقة البصة في إحدى وحدات الهندسة العسكرية، وأنه «ناجم عن خطأ فني» وأسفر عن وقوع ستة جرحى إصاباتهم طفيفة. وواصلت القوات النظامية قصفها على مناطق في مدينة زملكا بقذائف الهاون، وسط تحليق للطيران في سماء المدينة، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، فيما دارت الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا وتحدثت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وفي محافظة حلب، نفذ الطيران الحربي غارة على حي باب النيرب ومشفى العيون بحي قاضي عسكر، وهو مقر الهيئة الشرعية، ما أدى لاندلاع حريق في حديقة المشفى من دون وقوع إصابات، بينما استشهد رجل برصاص قناص تابع للقوات النظامية في حي الليرمون. وفي ريف حلب، قصف الطيران المروحي قرية منغ، ومحيط مطار منغ العسكري، كما قصفت القوات النظامية مناطق في قرية الدويرينة التي تعتبر أهم معاقل جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل، فيما سيطرت «وحدات حماية الشعب» على قرية بينه التابعة لناحية شيراوا بمنطقة عفرين، بعد اشتباكات مع القوات النظامية. وفي محافظة درعا، قتل مواطن من بلدة اليادودة جراء قصف تعرضت له مناطق في البلدة، فيما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، في محاولة للأخيرة لاقتحام الحي الغربي من مدينة بصرى الشام، كما تعرضت مناطق في بلدة بصر الحرير بريف درعا لقصف من القوات النظامية. وفي محافظة حمص، جددت القوات النظامية قصفها على مناطق في مدينة قلعة الحصن بريف حمص، وسقط مقاتلان، أحدهما من حي الخالدية والآخر من تلبيسة، في كمين نصبته القوات النظامية بالقرب من بلدة الدارة الكبيرة. كذلك تعرضت مناطق في مدينة الرستن لقصف من القوات النظامية، وسط تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة. من جهة ثانية، أعلنت جماعة معارضة سورية في تسجيل فيديو مسؤوليتها عن قتل أربعة رجال شيعة في لبنان هذا الأسبوع مع امتداد الصراع السوري إلى لبنان. وقالت جماعة تطلق على نفسها «سرية المجاهدين السورية»، إنها قتلت الأربعة وهم يحاولون دخول الأراضي السورية بأسلحتهم، وإن بطاقات عثر عليها معهم تثبت انتماءهم إلى «حزب الله».